“بواسل”الخليج
حمدي دوبلة
مايسطره “بواسل” الخليج في حربهم العدوانية على أشقائهم في بلاد اليمن الفقيرة منذ ثمانية أشهر من مواقف وما يجترحونه من مآثر”بطولية” يصعب على العقل تصديقها وتعجز لغة العرب بكل مترادفاتها الغزيرة عن أيجاد وصف يليق “بعظمتها”.
إنهم يقدمون نماذج جديدة وغير مسبوقة في تاريخ الحروب البشرية لما يُسمى بأخلاق الفرسان والمحاربين خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال والنساء والأرياء من الناس كبارا وصغارا.
هؤلاء “البواسل” الطائرون جوا على أحدث أنواع الطائرات الحربية يفعلون الأفاعيل والاباطيل وهم يغيرون على قوارب الصيادين واكواخهم المتناثرة على طول الساحل الغربي لليمن وفي الجزر وعلى منازل البسطاء في الشواطئ وفي الارياف الممتدة شرقا من البحر الاحمر ليمعنوا ويوسعوا قتلا وبطشا في هؤلاء المساكين ممن لا يمتلكون قوت يومهم وبأساليب وحشية لا تخلو أبدا من الاستعراضات البطولية والعنتريات الزائفة.
مايرويه الصيادون والمواطنون في هذه المناطق البائس أهلها عن مشاهد القتل والبطش والتنكيل الذي تمارسه طائرات الشقيقة الكبرى ضدهم بعيدا عن كاميرات واضواء الاعلام يفوق التصور ومستوى استيعاب العقل البشري خاصة ونحن نتحدث عن أشقاء يزعمون بأنهم إنما جاءوا منقذين لهذا الشعب ومن أجل رفع المظالم عنه ومساعدته لبلوغ الغد المشرق والعيش الكريم.
تقوم الطائرات “اف16″بقصف الصيادين والقرى هناك وحين يفر الناجون من الغارات تلاحقهم طائرات الاباتشي التي تطلق النار على كل مايجري أمامها من البشر الهاربين من جحيم الموت القادم من السماء وعلى كل من يحاول اسعاف المصابين او استخراج جثامين الشهداء وتستمر الطائرات لساعات طويلة جدا تترصد كل من يبحث عن أمل نجاة من صواريخها طالما وهي في مأمن تام من أية مضادات أرضية قد تتواجد في تلك المناطق النائية.
بطولات وعنتريات فوارس الخليج لاتتوقف عند هذا الحد بل تمضي الى ماهو أبعد من ذلك والى درجة يستهدفون فيها قرية اوسوقا شعبيا اوحتى مسجدا لمجرد ان مسلحا او مجموعة من المسلحين عرجوا عليها او راجت أحاديث في “الفيس بوك” عن ارتيادهم لهذه الاماكن لكن هؤلاء البواسل والجبابرة على الابرياء من الناس لا يكونون كذلك ابدا عندما يتعلق الامر بمواجهة أبطال اليمن في مختلف ميادين الشرف والرجولة فنراهم يفرون كالأرانب والنعاج ويولون الادبار ثم لا يُنصرون.