تحقيق / عبدالباسط محمد النوعة
مئذنة عمرها أكثر من (600) عام تتوج واحداً من أعرق المساجد الإسلامية القديمة الذي ترجح الكثير من المصادر التاريخية أن فترة بناءه تعود إلى عصر الخلفاء الراشدين وتحديداً زمن الخليفة عمر بن الخطاب ولهذا يطلق عليه المسجد العمري ويوجد في واحدة من أعرق المدن التاريخية اليمنية مدينة إب القديمة.
مئذنة الجامع الكبير بإب أو الجامع العمري سقطت وتهدمت بصورة مفاجئة ، كيف سقطت ومن المسؤول عن تهدمها وأين كانت الجهات المعنية وعلى رأسها هيئة الآثار والأوقاف؟؟
يقول الأخ مهند السياني رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف: إن لجنة شكلها المجلس المحلي بمحافظة إب مهمتها الكشف عن ملابسة هذا الحادث ولهذا تحديد المسؤولية متروك لهذه اللجنة.
وقال: قد تتحمل هيئة الآثار والمتاحف جزءاً من المسؤولية الفنية والعلمية فقد كانت المئذنة تعاني من وضع سيئ وفيها ميول كبير وفيها رطوبة مرتفعة كانت مهددة بالانهيار في أية لحظة ولهذا قامت الهيئة في فبراير الماضي بتشكيل لجنة فنية من المتخصصين اَثاريين ومرممين فنيين ومهندسين وعملت هذه اللجنة على إعداد تقرير مفصل حول المئذنة وخطوات إنقاذها والبدء بالترميم وتخاطبت الهيئة مع السلطة المحلية بضرورة تنفيذ توصيات اللجنة وفي حال وجود أي قصور كل طرف أو جهة تتحمل مسؤولياتها.
إيقاف مصدر الرطوبة
وأشار «مهند السياني» إلى أن أهم توصية للجنة كانت سرعة إيقاف مصدر الرطوبة وتجفيفه ولكن يبدو أن كل شيء بدأ متأخراً والرطوبة كانت قد توغلت إلى أجزاء واسعة من المئذنة, إذا كانت الأعمال والتحركات كما يقول رئيس الهيئة قد بدأت متأخرة فمن يتحمل مسؤولية هذا التأخر وتهدم المئذنة وهذا ما أرجعه السياني إلى البيروقراطية الإدارية وتداخل الاختصاصات.
وقال: الآن وبعد انهيار المئذنة ينبغي أن يتم إعادتها بنفس الطراز المعماري والأسلوب البنائي وبالمواد التقليدية المتناسبة مع معمار الجامع، علماً بأن المئذنة تم توثيقها توثيقاً علمياً دقيقاً «فوتو جمتري» بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وهذا التوثيق سوف يسهل كثيراً عملية إعادة بناءها كما كانت.
نزلت اللجنة في فبراير وكان وضع المئذنة حرجاً للغاية شهور مرت والجهات المعنية لم تستطع إنقاذ هذه المئذنة :أليس هذا إهمالاً متعمداً ينبغي أن يتم فتح تحقيق حوله.
بطء العمل
وهنا يقول الأخ فؤاد الغشم مدير عام الآثار والمتاحف في محافظة إب: كانت المئذنة في حالة سيئة جداً وتم تبني مشروع إنقاذي لها بين هيئة الآثار والأوقاف تم بموجبه توثيق المئذنة بالأساليب الحديثة وتم أيضا البدء بعملية ترميمها وتدعيمها وفعلاً تم البدء بتدعيم قاعدة المئذنة ولكن نظراً للظروف التي تمر بها البلد كان العمل مستمراً ولكن بأسلوب بطي جداً ولأن حالتها كانت سيئة حصل الانهيار ليس للمئذنة كلها ولكن سقط النصف الأعلى منها
وقال عمر: المئذنة من 500- 600 عام وطوال هذه الفترة لم تشهد أي صيانة أو ترميم وهو ما فاقم من حجم التدهور في هذه المئذنة إلا أن التدهور تضاعف وازداد مؤخرا بسبب الرطوبة ومع أن هيئة الآثار لديها القدرة على التعامل مع مثل هذه الأشياء المتضررة وتعالجها إلا أن الظروف الحالية لم تساعدنا ولم تساعد المهندس المقيم بالمشروع وكذا المقاول لإنقاذ هذه المئذنة.
أين كانت الهيئة والأوقاف ولماذا لم يتم اكتشاف الأضرار من وقت مبكر علما بأن المئذنة متضررة بحسب التقرير منذ زمن بعيد, وهنا يشير مدير آثار إب إلى أن المئذنة بالفعل كانت متضررة منذ زمن طويل ولكن مسألة تشكيل لجنة لوضع آليات المعالجة أخذت وقتا ناهيك عن الوقت الذي أخذته إجراءات اعتماد المشروع وتكاليفه وقد بدأت الهيئة على الفور بمباشرة العمل فور اعتماد مبلغ المشروع من قبل الأوقاف لإن الهيئة جهة فنية فقط لافتا إلى أن المئذنة انهارت أثناء العمل والمشروع جار والحمد لله لم يصب أحد بأذى.
المبالغ المادية متوفرة
هنا من يقول أن تأخر صرف المخصصات المالية أدى إلى تأخر المشروع وازدياد حالة المئذنة سوءاً وهنا تحدثنا مع الأخ عبداللطيف المعلمي مدير عام الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب والذي أوضح أن الانهيار حصل للمنارة أو المئذنة أثناء عملية الترميم ولم تكن هناك أي عراقيل بالنسبة للجانب المادي كانت المبالغ موجودة ومرصودة ومتوفرة وبالفعل بدأ المشروع وكانت البداية من الأساسات وما سقط من المئذنة هو الجزء العلوي.
طيب منذ شهر فبراير الماضي شهور كثيرة مرت ولم يتم إنقاذ المئذنة من التدهور الذي كانت تعانيه, وهنا يقول المعلمي: نحن في الأوقاف ممولون فقط والآثار هي الجهة الفنية المشرفة على المشروع ولديهم مهندس مقيم في المشروع واللجنة الفنية المتخصصة التي نزلت في فبراير حددت برنامجاً وآلية زمنية لإنقاذ المئذنة.
ومن رده حول التزام المشروع بالبرنامج الزمني المحدد من اللجنة قال المعلمي :هذا السؤال يقدم للإخوة في هيئة الآثار والمهندس المقيم وليس لنا من الأوقاف لأننا ممولون فقط.
وحول المسؤولية يؤكد عبداللطيف المعلمي أنه لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية على شخص أو جهة لأن المئذنة كانت منحرفة وفيها ميول وتهالك لأنها قديمة جدا ولم ترمم منذ زمن طويل والياجور كان متآكلاً إلى درجة كبيرة.
وأشار إلى أنه إذا حصل تأخر أو بطء في المشروع فالجانب الفني هو من يتحمل هذا التأخير.
وكشف مدير أوقاف إب أن العمل سوف يستأنف في المئذنة خلال الأسبوع القادم وهو ما أكدت عليه اللجنة التي شكلها المحافظ برئاسة المهندس عقيل فاضل وكيل المحافظة للشؤون الفنية وهي اللجنة ذاتها التي ستعمل على كشف ملابسات هذا الحادث ورفع تقرير للأخ المحافظ.
Next Post
قد يعجبك ايضا