خبراء التحقيقات يفكون طلاسم الكارثة وروسيا تتشح بالسواد
متابعة/عبدالملك السلال
تتكشف التحقيقات الجارية من قبل الخبراء الروس والفرنسيين والمصرية حول الكارثة الجوية المروعة التي حدثت للطائرة A321 الروسية المنكوبة التي سقطت في سيناء بمصر وراح ضحيتها 224 راكبا.
وبدأ الخبراء تحقيقاتهم المكثفة بفك طلاسم الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة وتحليل بياناتها وفيما تتشح روسيا بالسواد أعلنت موسكو الحداد على ضحايا الطائرة وتم تمديدها في بطرسبورغ يومين إضافيين وتتوافد إلى مستشفيات القاهرة جثامين الضحايا من ركاب الطائرة الروسية البالغ عددهم 224 إضافة إلى طاقم الطائرة.
وحتى تتضح الصورة الحقيقية لتحطم الطائرة الروسية A321 فوق سيناء تدور التكهنات حول ثلاثة سيناريوهات لإسقاطها تتراوح بين الخلل الفني والاعتداء والعامل البشري.
وذكر متحدث باسم مكتب النائب العام المصري إن اللجنة بدأت أمس بدراسة أحد الصندوقين الأسودين اللذين كانا على متن الطائرة، مشيرا إلى الصندوق الأسود الذي كان في قمرة القيادة.
ويشارك خبراء روس وفرنسيون نظراءهم المصريين بالتحقيق في حيثيات كارثة الطائرة المنكوبة في سيناء، والتي قال بعض سكانها إنهم رأوها تحترق في الجو قبل سقوطها.
وأفادت كالة رويترز نقلا عن مصدر أمني مجهول أن الفحص الأولي لحطام الطائرة الروسية يدل على وجود خلل فني. وحسب موقع Flightradar24، خدمة تعقب الطائرات التي تدار من السويد فإن الطائرة تستخدم منذ 18 عاما، الأمر الذي ردت عليه شركة الطيران “كوغاليم آفيا” بأن صيانة الطائرة وفقا للوائح التصنيع جرت عام 2014، وكل الصيانات التي تسبق التحليق جرت بالكامل في الوقت المحدد.
وحسب النيابة المختصة بشؤون المواصلات والتي حللت عينات من الوقود الذي تزودت به طائرة ?321 قبل توجهها إلى مصر، فإن مواصفات الوقود توافق المعايير.
من جهة أخرى ظهرت يوم الكارثة أنباء بأن قائد الطائرة طلب تغيير الاتجاه والهبوط في مطار القاهرة، وحسب قناة “إن تي في” الروسية التي نقلت عن الزوجة السابقة لمساعد قائد الطائرة، فإن الطيار المساعد شكا الحالة الفنية السيئة للطائرة قبل الإقلاع.
السيناريو الأول وراء تحطم الطائرة طرحه نائب رئيس لجنة المواصلات في الدوما ميخائيل براتشاك الذي لم يستبعد العامل البشري مؤكدا أن العامل البشري لعب دوره إما على الأرض أثناء الصيانة وإما على متن الطائرة، لأن كل المعايير والقواعد في المطارات موحدة”.
لكن شركة “كوغاليم آفيا” كانت قد أعلنت أن قائد الطائرة يتمتع بخبرة ممتازة، حلق أكثر من 12 ألف ساعة بما في ذلك 3860 ساعة على “أيرباص ?321”.
والسيناريو الثالث يتمحور حول العمل الإرهابي، ووفقا لعدد من وسائل الإعلام فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” تبنى إسقاط الطائرة معلنا إصابتها بصاروخ مضاد للجو.
لكن وزارة النقل الروسية أكدت عدم وجود أي دليل على أن الكارثة حصلت نتيجة عمل إرهابي، وإضافة إلى الوزير مكسيم سوكولوف شكك العديد من الخبراء العسكريين بإمكانية إسقاط الطائرة لأن تنظيم “ولاية سيناء” الذي تعد منطقة شمال سيناء معقله، لا يملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم.
وكان الاتصال انقطع مع الطائرة عندما كانت على ارتفاع ثلاثين ألف قدم (9144 مترا)، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ. ومع ذلك أوقفت ثلاث شركات كبرى هي الفرنسية والألمانية والإماراتية رحلاتها فوق سيناء بعد صدور البيان الداعشي.
وفي السياق ذاته أعلن ريتشارد كويست الذي يعتبر في تلفزيون “سي إن إن” محللا لشؤون الملاحة الجوية أن الطائرة الروسية “آيرباص “A321 التي تحطمت في سيناء تعرضت قبل سنوات لحادث بسيط في رحلة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى القاهرة.
ويذهب كويست إلى أن “هذه الطائرة بالتحديد تعرضت لما يُعرف بـ(ضربة للذيل) حيث أنه وخلال رحلتها من بيروت إلى القاهرة في العام 2001 ضرب ذيل الطائرة أرض مدرج مطار القاهرة خلال عملية الهبوط الأمر الذي تطلب إجراء صيانة لها.”
وتابع قائلا: “قد لا يعني هذا أي شيء ولكن (ضربة الذيل) خلال عمليات الإقلاع والهبوط هو أمر يحذّر منه طيارو الـA321 لأن هذا الطراز أطول من الطرازات السابقة لطائرات الـA318 وA319 وA320،” لافتا إلى أنه “يوجد نحو 6000 طائرة من هذا الطراز والفرق الوحيد هو أنها تصبح أطول لاستيعاب عدد ركاب أكبر”.
واعتبر كويست أن الطائرة الروسية تحطمت في أكثر لحظات التحليق أمنا “مضى على وجود الطائرة في الجو 23 دقيقة، أي جرى تشغيل التحليق الآلي، وستصل الطائرة إلى الارتفاع الأقصى، ويجب أن يكون كل شيء على ما يرام”.
لكن كويست نفسه رغم الغموض الذي يكتنف المأساة أكد أنه لا يوجد أي دليل على إمكانية إسقاط الطائرة.
ونشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية رأي دافيد ليرمونت محرر الموقع الدولي Flightglobal ، الذي يقول إنه لا يمكن استثناء أي احتمال. وحسب Time يكاد يكون كذب بيان الإرهابيين مؤكدا، فإمكانية الترويج مغرية جدا يصعب عدم استغلالها.
وزارة الخارجية المصرية وفي هذه الأثناء أعلنت عن جثامين الضحايا في حين بدأ الخبراء التحقيق في ملابسات سقوط الطائرة، إن 163 جثمانا لضحايا الطائرة الروسية قد وصلت إلى المستشفيات المصرية.
وحسب بيان للوزارة نشرته في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” فقد وزعت الجثامين على كل من مشرحة زينهم ومستشفى الساحل ومعهد ناصر ومستشفى بولاق الدكرور.
ويعم الحداد أرجاء روسيا الاتحادية على ضحايا طائرة الركاب في سيناء، بينما يستمر زعماء وقادة العالم في إرسال برقيات التعزية إلى روسيا قيادة وشعبا.
وقد أعلنت السلطات المحلية في سان بطرسبورغ تمديد الحداد يومين إضافيين.
يشار إلى أن 134 من ضحايا الطائرة المنكوبة هم من أبناء المدينة، أما الباقون فهم من مدن روسية أخرى بالإضافة إلى 4 أوكرانيين وواحد بيلاروسي.
كما قررت الحكومة الروسية دفع تعويضات مادية لجميع أسر الضحايا حتى أولئك الذين لا يحملون الجنسية الروسية.
ومن المنتظر أن يحصل أهالي الضحايا على 3 مليون روبل كتعويض من شركة التأمين والصندوق الاجتماعي.