الخيول أيضاً تموت.. قصفاً.. وجوعاً
الثورة /عبده مسعد
سبعة أشهر والعدوان السعودي يمعن في جرائمه يمارس حرب إبادة على الشعب اليمني ..قتلوا..دمروا..احرقوا.. في ظل صمت عالمي.
في اليمن لا شيء بقي على ما كان..المنشآت الحكومية تحت نيران صواريخ اف16, وكثير من الأحياء والمنازل قصفت ومنطقة سكنية كاملة في عطان دمرت فوق رؤوس ساكنيها ومصانع غذائية قصفت, ومخازن تموينية أحرقت, وحتى ناقلات المواد الغذائية كالقمح والدقيق تبعتها الطائرات وحولتها إلى ركام بما تحمل من قمح أو مواد غذائية ظلت شاهدة على أن لا سلاح ولا صواريخ ولا شيء مما يدعيه ناطق العدوان السعودي في إطار التبريرات الجاهزة لتغطية بشاعة الجرائم.
حتى ملاعب وصالات وبيوت الشباب والرياضيين دمروها..ساووها بالأرض .. تدمير المنشآت الحيوية من المصانع والطرقات والمطارات والموانيء والمستشفيات والمدارس والمنشآت الرياضية .. تدمير الملاعب الرياضية والصالات المغلقة وبيوت الشباب ومقرات الأندية في جميع محافظات الجمهورية ولم يكتف ذلك العدوان الغاشم بتدمير اليمن بل فرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على الشعب اليمني هادفاً من وراء ذلك إلى تجويع الشعب من خلال منع وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية.
ليس ذلك فقط ..العدوان لم يكتف بما حصل ويحصل من قتل ودمار وتشريد, ولم يشبع غريزته الانتقامية من اليمن والشعب اليمني الذي لا يحمل سوى الحب والاحترام لكل الشعوب, فهناك قتل آخر لا يقل بشاعة عن قتل الطائرات الحديثة وقصف الصواريخ, وهو القتل البطيء, القتل بالتجويع, القتل بالحصار, القتل بأداة لا يمتلكها إلا من لا رحمة ولا شفقة في قلوبهم, فمن لم يطالهم الموت بالقصف ومن لم يدفن تحت ركام منزله سيتضرر لا محالة بالتجويع وبالحصار الذي تقف أمامه في موقف المتفرج كل دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان وكل دعاة التعايش السلمي ورعاة الحياة الآمنة والهادئة, بل أنه يتم بمباركة دولية وإقليمية وعربية!
الإنسان يموت في اليمن بالقصف أو بالتجويع, وكل شيء أيضاً يموت, وحتى الخيول التي تعتبر اليمن منبعها الأول هي الأخرى تموت وهي عاجزة تماماً في أن تبوح بشيء وفي أن تتكلم بما تشعر به من جوع أو ألم ولا تستطيع أن تشتكي لأحد, وهي التي أقسم الله عز وجل بها لعظمتها وأوصى خاتم النبيين والمرسلين بها خيراً وأكد أن الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة..!
ففي حين ماتت عدد من الخيول بسبب القصف الذي طال مزارع في عبس حجه وكذا كلية الشرطة بصنعاء, تموت خيول أخرى تحت جور الحصار الذي انعدمت بسببه المشتقات النفطية واختفت المواد الغذائية التي يتناولها الخيل كالشعير أو التبن والعجور والجزر وما هو موجود ارتفع سعره أضعافاً مضاعفة ولم يعد بمقدور الجهات والأندية والمراكز التي تحتضن الخيول توفير ما تحتاجه من غذاء وكذلك ما هو ضروري من العلاجات التي لابد من توفرها لعدم استيرادها واختفائها من الأسواق مما تسبب ذلك في وفاة الكثير من الخيول وأبرز الجهات والأندية التي تضررت كثيراً هو نادي العاصمة للفروسية الذي يعتبر النادي الأكبر والأوسع والأقدم في رعاية الخيول وفي ممارسة رياضة الفروسية بجميع منافساتها وفئاتها وهو الذي عرف باهتمامه الكبير بالخيول والإنتاج المميز من ذوي السلالات العربية الأصيلة وهو الآن وبسبب ما يحدث من حرب يشكو حاله بعد أن انعدمت الإيرادات نظراً لعدم إقبال الناس عليه في ظل ظروف الحرب وكذا خصم ما يصل إلى الخمسة ملايين من الدعم المتواضع الذي يتلقاه من الوزارة بالإضافة إلى ما يواجهه من غلاء الأسعار وانعدام العلاج وهو الأمر الذي تسبب في موت كثير من الخيول وكذا في تهديد النادي بالإغلاق وإذا ما تم ذلك فكيف سيكون مصير الخيول التي يصل عددها إلى مائة خيل!!
وهناك أيضاً خيول كلية الشرطة وهي جهة رئيسية ممارسة لرياضة الفروسية وحاضنة لما يصل إلى مائة وخمسين خيلاً وبعد ضرب الكلية وقصف كل منشآتها لم تبق سوى إسطبلات الخيول وبقت الخيول في حالة يرثى لها ولم تعد تجد أين تتحرك ويجد عمال وسياس جناح الخيالة بالكلية صعوبة بالغة في البقاء مع الخيول ورعايتها نظراً لخوفهم من تجدد القصف ومع ذلك يغامرون بأرواحهم مع مسؤول جناح الخيالة ويتواجدون إلى جانب الخيول ويواجهون صعوبة توفير الغذاء والعلاج..!
ونفس الحال تعاني منه بقية الجهات ومنها جناح الفروسية بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية بذمار رصابة الذي يعاني بسبب عدم توفر المال من مشاكل كثيرة وهو الحال الذي ينطبق على كثير من الجهات وأيضاً ملاك الخيول في العديد من المحافظات.
ولان الخيول ورعايتها والاهتمام بها هي في رقاب من يتولى مسؤوليتها وهي في رقابنا أيضاً ما دمنا قادرين على أن نتكلم ونتحدث ونكتب عن ما تعانيه وما تواجهه المراكز والجهات الحاضنة من مشاكل وما يتهدد الخيول من مسببات الموت فأنني ارفع هذه المشكلة وهي ارتفاع أسعار المواد الغذائية وكذا عدم توفر العلاج إلى الجهات المختصة ومنها وزارة الشباب والرياضة للتفاعل والعمل على وضع معالجات سريعة وإنقاذية كما أتمنى من المنظمات المحلية والعربية العالمية المهتمة بمثل هكذا حالات النظر إلى ما تعانيه الخيول والمسارعة إلى وضع حد للوضع الكارثي الذي تعيشه الخيول وبسببه ماتت كثير منها وتعيش البقية في وضع غذائي وصحي متدن تحولت بسببه إلى عظام بارزه واختفى الجلد وباتت في وضع حرج لا يجوز ولا ينبغي أن نسكت أمامه حتى وأن كانت فداحة المعاناة في بلادنا اليمن تلامس حياة ومعيشة البشر الذين يتعرضون لأول مرة في التاريخ إلى مجازر إبادة بالقصف والحصار والتجويع إلا أن واجبنا أيضاً أن نتكلم ونتحدث عن كائنات لا تستطيع أن تتكلم ولا تملك القدرة على أن تتحدث عن ما تعانيه وما تتعرض له وقد أوصانا خير البشر وسيد المرسلين بالاهتمام بها ورعايتها وقال (المنفق في الخيل كالباسط يده الى الخير لا يقبضها)!.