الأمم المتحدة تدعو لتحقيق عاجل وإيقاف القصف الجوي فوراً
أطباء بلاحدود: استهداف مستشفى حيدان دليل على تجاهل السعودية للمدنيين وخرقها للقانون الإنساني
الثورة/ سبأ/ متابعات
قوبلت جريمة استهداف مستشفى حيدان بصعدة الذي تديره منظمة أطباء بلاحدود من قبل طائرات العدوان السعودي بردود أفعال دولية منددة بالجريمة.
واعتبرت المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة هذه الجريمة دليلاً على تجاهل السعودية للمدنيين وخرقها للقانون الدولي الإنساني.. فيما دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق عاجل وإلى وقف فوري للعمليات العسكرية وعلى وجه التحديد القصف الجوي.
وفي هذا الإطار أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القصف الجوي من قبل قوات العدوان بقيادة السعودية، والذي أصاب مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود بدعم من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية في محافظة صعدة.
وأشار بان كي مون في بيان له تلقت وكالة (سبأ) نسخة منه إلى أن المستشفيات والعاملين في المجال الطبي يتمتعون بحماية واضحة وفق القانون الإنساني الدولي.
وحث على احترام قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني، لمنع الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية.
ودعا بان كي مون إلى إجراء تحقيق عاجل وفعال ومحايد من أجل ضمان المساءلة.. مناشداً جميع أطراف الصراع في اليمن بوقف جميع العمليات بما فيها القصف الجوي، فورا.
إلى ذلك قالت منظمة أطباء بلاحدود: إن قصف التحالف لمستشفى حيدان الذي تديره المنظمة دليل إضافي على التجاهل التام للمدنيين الذين أصبحت فيهم القنابل من روتين الحياة اليومية.
وأكدت المنظمة في بيان لها تلقت وكالة (سبأ) نسخة منه أن قصف المدنيين والمستشفيات يشكل خرقاً للقانون الإنساني الدولي.
وطالبت المنظمة ما أسمتها بـ (قوات التحالف) بتفسير الظروف المحيطة بالهجوم على حيدان.. مؤكدة أنها كانت أرسلت وبصورة منتظمة الإحداثيات الجغرافية لموقع المستشفى إلى التحالف الذي تقوده السعودية كما أن شعار أطباء بلا حدود كان موضوعاً وبوضوح على سطح المبنى.
وأشار البيان إلى أن ضربات جوية نفذتها قوات التحالف الذي تقوده السعودية في صعدة شمال اليمن دمرت مستشفى تدعمه المنظمة الطبية الإنسانية الدولية.
وقال البيان: تعرض المستشفى الصغير الواقع في مديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة لعدة ضربات جوية وقد نجح طاقم المستشفى ومريضان في الفرار قبل أن تتالى الضربات على مدار ساعتين وكان أحد أفراد الطاقم قد أصيب بجروح طفيفة أثناء فراره، فيما دمر المستشفى وأضحى ما لا يقل عن 200 ألف نسمة دون سبيل لخدمات الرعاية الطبية المنقذة للحياة”.
وأوضح البيان أن مستشفى حيدان الصحي كان واحدا من مرفقين صحيين تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود في محافظة صعدة حيث كانت المنظمة بدأت بدعم المستشفى في مايو ومنذ ذلك الحين تلقى حوالي 3 آلاف و 400 مريض العلاج أي بمعدل 200 جريح حرب أُدخلوا إلى غرفة الطوارئ شهرياً.. مؤكداً أن فرق أطباء بلاحدود لا تزال تقدم الرعاية الصحية في المستشفى الجمهوري في مدينة صعدة وتستقبل أسبوعيا حوالي 250 مريضاً في قسم الطوارئ و تقوم بأداء حوالي 80 ولادة بجانب العمليات الجراحية المنقذة للحياة في المستشفى منذ مايو 2015م.
كما أكد البيان أن أولوية أطباء بلا حدود تتمثل في إعادة إنشاء مرفق صحي جديد في أسرع وقت ممكن من أجل الاستمرار في توفير الرعاية الصحية لسكان حيدان.
من جهته قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن حسن بوسنين “اليمن في حالة حرب شاملة يعتبر فيها المدنيون الذين يتواجدون على الطرف الآخر أياً كان هدفاً مشروعاً، فالأسواق والمدارس والطرقات والجسور وشاحنات نقل الغذاء ومخيمات النازحين والمرافق الصحية تتعرض للقصف والتدمير، وأول الضحايا هم المدنيون”.
فيما قالت منسقة مشاريع أطباء بلا حدود في صعدة مريام تشيك “بإمكاني حتى بعد مرور 12 ساعة على الضربة الجوية أن أرى الدخان يتصاعد من المرفق، وقد دمرت بالكامل أقسام المرضى الداخليين والخارجيين وجناح الأمومة والمختبر وغرفة الطوارئ لقد كان هذا المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في منطقة حيدان”.
يذكر أن أطباء بلا حدود منظمة طبية دولية تأسست عام 1971م وتعمل على توفير الخدمات الصحية غير المتحيزة والمجانية لمن هم بحاجةٍ إليها في أكثر من 70 بلداً حول العالم بما فيها اليمن.
وتعمل المنظمة في ثمان محافظات يمنية هي صنعاء وصعدة وعدن وتعز وعمران والضالع وإب وحجة ومنذ بدء الأزمة في اليمن في شهر مارس 2015م قدمت فرق أطباء بلا حدود العلاج لأكثر من 15 ألفاً و500 جريح حرب ولا تزال توفر الخدمات الصحية غير الطارئة.
من جهته أدان المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسف، أنتوني ليك، في بيان صادر عن مكتبه الهجوم التي أفادت التقارير بأنه استهدف مرفقاً صحياً في صعدة، اليمن قائلاً: إنه المرفق التاسع والثلاثين الذي يتعرض لهجوم منذ تصاعدت وتيرة العنف في مارس، مضيفاً: إن النقص الحاد في الوقود والأدوية والكهرباء والبنزين والماء يهدد بوقف عمل الكثير غيرها.
وقال: قد يلقى مزيد من الأطفال في اليمن حتفهم بسبب نقص الأدوية والرعاية الصحية وليس الرصاص والقنابل، خطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها حاد وقد تضاعف عدد الأطفال المعرضين لأخطر شكل من أشكال سوء التغذية ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من نصف مليون.
هناك عشرة ملايين طفل بحاجة إلى المعونات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، ومرة أخرى، نناشد جميع المعنيين احترام القانون الإنساني الدولي ووضع حد لهذه المأساة.