فصل جديد في حفلة الدم

علي أحمد جاحز

امس الثلاثاء قصفت طائرات العدوان مستشفى حيدان بمحافظة صعدة الذي تديره منظمة اطباء بلا حدود بأربع غارات و دمرته تماما ، وقبل امس قصفت طائرات العدوان ايضا موكبا للمسعفين في مديرية حرض بمحافظة حجة اثناء اسعافهم ضحايا قصف اخر في عبس واستشهد مدير عام المستشفى وعدد من المسعفين وجرح اخرون .
هذا الخبر لا ينبغي ان يقرأ بسطحية او يمر بدون ان يقرأ وفق ابعاده و دلالاته و ماذا يقف وراءه من نوايا شيطانية .
لن يكتفي العدوان الذي تشنه عصابة مخدرات وحلفها ، بحفلات الدم التي ادمنت اقامتها يوميا في اليمن وبخاصة في صعدة وحجة اللتين تشهدان حرب ابادة ممنهجة ومدروسة ومسكوت عنها دوليا واقليميا ، بل ان طائراته التي يرسلها لتعربد على وقع الانين ونزف الجراح وخراب البيوت بدأت تنفذ فصلا جديدا من فصول الوحشية باستهدافها ” عنوة ” ما تبقى من مستشفيات و اطباء ومنظمات طبية لاتزال تقدم الحد الادنى من الرحمة والانسانية.
منظمة اطباء بلا حدود التي تدير مستشفى حيدان تؤكد انها قد ابلغت تحالف العدوان بتواجد طواقمها في المستشفى وتلقت تأكيدات بعدم التعرض للمستشفى ، وهو الذي يستدعي التساؤل هنا : ما الذي تغير اليوم حتى يتم ابلاغ المنظمة بان تغادر المستشفى كما يبدو و تخليه ليتم قصفه ؟ وما الهدف الذي سيحققه او يسعى العدو لتحقيقه ؟
طبعا وبكل تأكيد الهدف هو خلق وضع انساني اكثر كارثية مما هو حاصل ، وهذا الهدف ليس هينا من وجهة نظر نظام تديره عصابة مدمني مخدرات وتقف خلفه مافيات تحكم العالم، فصعدة وحجة تغيظان العدو وتصيبانه بالجنون ، كونهما شامختين بوجه غطرسته وصلفه ووحشيته، فهما تكففان دمعهما وجراحهما بكف ويحملان مشروع الدفاع المقدس عن الوطن بكف .
العدو بعقليته ومنطقه المتوحش اللااخلاقي يريد من خلال مفاقمة الوضع الانساني هناك، كسر صمود و قوة هاتين الجبهتين المنيعتين اللتين لم تفتحا ابوابهما لمرتزقته ليدنسوا ترابهما وحسب ، بل تمكنا من كسر حصونه المنيعة لأبطال الجيش و اللجان الشعبية لتتوغل في العمق ، وهذه بحد ذاتها ملحمة كبرى تجسدهما هاتان المحافظتان العظيمتان بتضحيات جسام لا احد يشاهد حجمها و لا احد يسجلها كما ينبغي .
على مدى اشهر العدوان لم يكن اليمنيون بوارد الانكسار لا على المستوى الانساني و لا العسكري، وهذا مالم يكن العدوان يتوقعه حين بدأ حماقته التي لن يكتشف عواقبها الا في وقت متأخر جدا، ولا يبدو انه قد تعلم شيئا من تجربة الشهور الماضية، ولهذا يتعامل مع الأمر وكأنه مجرد لعبة استهواها ولا يريد ان ينهيها حتى يكسب حتى لو وصل به الامر الى ان يغرق و لا يجد المخرج .
في عرف الحروب وضمن اخلاق الحروب ان يترك خارطة طريق واماكن محرمة للجرحى العسكريين فضلا عن الضحايا المدنيين ، ويعد استهداف المشافي ومنظمات الاغاثة ورجال الطب والاسعاف جرائم حرب بصرف النظر عما إذا كانت تداوي جرحى مدنيين او عسكريين، لكن الذي يبدو ان المجتمع الدولي بمنظماته الانسانية و الحقوقية سيستمر في تواطؤه وصمته المدفوع الثمن حتى وان استهدف العدوان المؤسسات الدولية ومقرات بعثاتها والبعثات الانسانية الاخرى، ولا اعتقد ان الثمن هو ما يقف وراء هذا الصمت البشع الذي وصل حد الانكشاف والفضيحة ، بل ان ثمة اعتبارات محورها رؤى ومخططات ومصالح وأهداف تقف خلفها دول الاستكبار العالمي المتحكمة بالعالم بمؤسساته الدولية السياسية منها والانسانية، وبات من الواضح أن اجنداتهم تقتضي مواصلة العدوان على اليمن حتى يقبل بالنموذج الذي صنعوه في عدن، أو تتنصر اليمن ..وسننتصر بإذن الله

قد يعجبك ايضا