مقاومتكم ردت إليكم
حسن الوريث
منذ بدء العدوان السعودي على اليمن ووسائل إعلامه تشغل الناس بما تسميه المقاومة الشعبية وأنها تمثل الشعب اليمني وأنها تهدف إلى تحرير اليمن وإعادة الشرعية وغيرها من الأمور التي ظل السعوديون وحلفاؤهم يتغنون بها ومازالوا رغم انكشاف المستور وافتضاح أمر من تسميهم المقاومة وباعترافات عناصرها الذين يؤكدون أنهم ينتمون لداعش والقاعدة وأنهم استغلوا ذلك الدعم الكبير بالمال والسلاح من قبل النظام السعودي لتحقيق أهدافهم ومراميهم .
النظام السعودي يعرف أكثر من غيره أن هذه العناصر التي تسمى مقاومة هي جزء من التنظيمات الإرهابية وكنا نشاهد وسائل إعلام العدوان عقب كل عملية إرهابية تنفذ في صنعاء أو في أي منطقة في اليمن خاصة التي تقوم بتفجير المساجد وبيوت الله كيف ينسبون هذه العمليات لمن يسمونهم بالمقاومة ويشيدون بها لأنها تستهدف من تسميهم القادة الحوثيين حتى بعد أن تعلن داعش والقاعدة مسؤوليتها عن تلك العمليات كانت وسائل إعلام العدوان تنسبها للمقاومة الشعبية على حد وصفها ومازالت تقول أن من يحارب الجيش واللجان الشعبية في مارب وتعز هم المقاومة بينما الكل يعرف أنهم عناصر إرهابية متشددة تنتمي لداعش والقاعدة والإخوان المسلمين وبالتأكيد إن ما حصل في عدن من سيطرة للجماعات الإرهابية على كل مفاصل الحياة يدل على أن تلك العناصر التي تسمى المقاومة إنما هي جماعات إرهابية وجدت ضالتها في الدعم السعودي والخليجي وقامت بتقوية نفسها حتى وصلت إلى مرحلة السيطرة على كل شيء وعجز هذه الدول الخليجية عن تأمين ولو مساحة بسيطة لإعادة من تسميهم أعضاء الحكومة الشرعية رغم انها قالت أنها حررت عدن والمحافظات الجنوبية.
مما لا شك فيه أن ما يجري الآن في عدن من فوضى وعنف واختلالات في كل شيء يؤكد ما ذهبنا إليه منذ البداية من أن من كانت تسميهم السعودية بالمقاومة ما هم إلا مجموعة من الإرهابيين الذين تم تجميعهم من مناطق اليمن وبعض الدول العربية والأجنبية ودعمهم بالمال والسلاح لتحرير اليمن وإعادة الشرعية المزعومة وقد شاهد الجميع كيف أن بحاح وأعضاء فرقته لم يستطيعوا الخروج من جحورهم في عدن ولو لساعة واحدة حتى لالتقاط الصور والعودة وكانت إقامتهم في عدن تحت الأرض وفي الأنفاق إلى أن كشرت تلك الجماعات عن أنيابها ونفذت تلك العمليات التي استهدفت بعض المقرات لبحاح والجنود الإماراتيين في عدن وجعلتهم يفرون ويهربون منها ويعودون إلى الرياض ويتركون أهل عدن يواجهون مصيرهم مع تلك الجماعات التي باتت تتحكم في كل شيء وتفرض قوانينها على الجميع وما يحدث في جامعة عدن والأسواق الكبيرة والشوارع من فرض قوانين داعش والقاعدة إلا دليل أكيد على أن الأمور لم تعد تحت سيطرة السعودية والإمارات وحتى هادي وبحاح وكل الخونة الذين كانوا يتشدقون في وسائل الإعلام بأنه تم تحرير عدن وأن من يسمونها بالحكومة الشرعية ستعود لتحكم اليمن من عدن وستنطلق إلى بقية المحافظات لتحريرها حسب زعمهم لكنهم لم ولن يستطيعوا حتى تأمين أنفسهم .
وبالطبع فما أعلنته وسائل إعلام العدوان من أن من أسمتها الحكومة اليمنية فشلت في الاتفاق مع عناصر القاعدة وداعش على الخروج من عدن وتسليم ما لديها من مدرعات وآليات عسكرية وأسلحة متنوعة وهو ما يكشف الغطاء والمستور عن كل الأقنعة التي كانت متوارية وراء ستار المقاومة وأنهم اصبحوا أكثر تضرراً من هذه العناصر الإرهابية وأن عدن بالفعل صارت مرتعاً ومكاناً لانطلاق عناصر الإرهاب التي حذرنا منها طويلاً وقلنا مراراً وتكراراً أن من تسميهم السعودية ودول الخليج بالمقاومة ليسوا سوى عناصر إرهابية تمثل خليطاً من داعش القاعدة وأنصار الشريعة وأنهم لن يتركوا الجنوب لأي كان سواء الحراك الجنوبي أو هادي ولجانه المرتزقة أو غيرهم .
بالتأكيد إن الخاسر الأكبر من كل ما يدور حالياً هم ابناء عدن والمحافظات الجنوبية الذين صدقوا تلك الآلة الإعلامية الكاذبة لدول العدوان والتي أوهمتهم بالنصر والتحرير من الحوثيين والعفاشيين على حد تعبيرهم وهاهم الآن يدفعون ثمن تصديقهم لتلك الكذبة غالياً من أمنهم واستقرارهم ومعيشتهم وبلا شك فإنهم سيندمون على ذهابهم وراء أباطيل وأكاذيب دول العدوان التي أصبحت عاجزة تماماً عن القضاء على تلك الجماعات الإرهابية وتحاول أن تتفاوض معها لكن دون جدوى ونحن نقول لنظام آل سعود ولكل مرتزقتهم ولأبناء عدن المساكين الذين نتألم لحالهم ووضعهم المأساوي هذه مقاومتكم التي صنعتموها ودعمتموها ردت إليكم.