تحقيق/أسماء حيدر البزاز –
وزارة الشباب أقرت مشروع مراكز تأهيل وتطوير قدرات الشباب على مستوى الجمهورية
الشباب هو مرحلة العطاء والبذل والطاقات البناءة والأفكار الإبداعية المتجددة التي لابد من توجيهها في المسار الصحيح وحتى لا تكون تلك الطاقات والقدرات وبالاٍ على أصحابها وجدت تلك المراكز الثقافية والنوادي الرياضية لتستمر هذ العزائم الحديدية والعقول النيرة لما يؤهلها وينمي تطلعاتها كأفراد منتجين وشباب مبدعين تحصنهم من أيادي الاستغلال والاتجار الإرهابي التخريبي وتحميهم من مسالك الانحراف وبؤر التضليل ومنابت الانقياد اللاواعي للثقافات الدخيلة المدمرة لنهجهم ومرجعهم الاصيل.
(شباب) استطلعت آراء وواقع العديد من الشباب المنخرطين ضمن أندية ثقافية ورياضية وأثرها على حياتهم في سبيل المسؤولية الشخصية والاجتماعية ودور وزارة الشباب والرياضة بخصوص هذا الموضوع فخرجنا بالحصيلة الآتية:
نجم رياضي مشهور
الكابتن محمد الصايدي هداف في نادي اليرموك الرياضي وغيرها من الأندية التي التحق بها ما بين كرة القدم ورياضة الجمباز وغيرها من ألعاب القوى ليستثمر طاقاته ومواهبه ويصبح نجما رياضيا يمثل بلده في مختلف المحافل.. التقينا به وسألناه عن الإضافة التي أكسبتها إياه تلك الأندية وأثرها على حياته فأجاب: منذ تخرجي من الثانوية العامة وجدت نفسي رهين الفراغ الطويل وأوقاتي ضائعة هنا وهناك فحز ذلك في نفسي كثيرا عندما وجدت أن الفراغ والإحباط كاد يقتلني فعمدت إلى التسجيل إلى هذه الأندية كانت النية في البداية مجرد قضاء وقت وقتل فراغي ولم أكن اتصور اني ساغدوا نجما ومدربا للجمباز خلال سنتين فقط منذ التحاقي بها.
وأضاف الصايدي: وهكذا نقلتني هذه الأندية من عالم التهميش والضياع إلى عالم إثبات الوجود والاستغلال الامثل لوقتي وتطوير مهاراتي في المجال الذي احبه وارغب فيه وهي بالمقابل دعوة للشباب للحد والالتحاق بهذه المراكز والأندية فلربما سيغدون نجوما في مجالاتهم وهم لا يشعرون بذلك.
وهذا ما كان له أثره لدى الشاب الناشئ الكابتن عمار الريمي نادي البراعم والذي أفادنا أنه بعد عودته من المدرسة لا يعزم إلى تضييع وقته بين مقاهي النت ومواطن التسلية أو بين أحضان الشارع وإنما يستثمر جهده ووقته في نادي البراعم الرياضي أملا بأن يصبح لاعب كرة قدم متميزاٍ ونجما من نجوم المنتخب الوطني فهذا من وجهة نظره طريق أسلم من الانحراف الذي يجلبه الفراغ القاتل.
شرف اليمن عالميا
الكابتن دارس الزبيدي ذلك الشاب الذي شرف اليمن في مختلف المحافل العربية والعالمية وحصل على المراكز الأولى والكؤوس الذهبية والفضية والبرونزية ويعتبر أول مؤسس لرياضة جمباز الفتيات في اليمن ومدرب رياضي في عدد من الأندية والمدارس الحكومية والخاصة يقول لنا عن بداية نجاحه وتميزه: لم أكن اتصور أنني سأصل إلى ما أنا عليه الآن من وضع اعتز به كثيرا فبعد أن صنعتني الأندية الرياضية في بداية مشواري ها أنا أسعى إلى صناعة أندية شبابية جديدة تسهم في انتشال الشباب من عالم الاحباط والفراغ والتهميش وانخراطهم في فرق رياضية كل في مجاله وهوايته وتأهيلهم للمشاركة في الالمبياد الوطنية والخارجية بدءا من النشء في المدارس والحارات واستقطابهم لعضوية أحد النوادي الرياضية.
وأوضح الزبيدي: ومما لا شك فيه أن وجود هذه الأندية وتأسيسها وانتشارها ودعمها المادي والمعنوي من قبل وزارة الشباب والرياضية له الدور الكبير في حماية الشباب في أن يكونوا فريسة سهلة المنال بيد أرباب الاستغلال الفكري المتطرف وبأنها تحميهم من الفراغ القاتل الذي قد يجرهم إلى منزلقات الانحراف التي يجرهم إليها أصدقاء السوء.
تطوير المواهب
اما المبدع المتألق صلاح الحيمي ملتحق بأحد المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة والذي طور من موهبته الفنية والثقافية والأدبية حتى وصل اليوم إلى خشبة المسرح الوطني وقدم العديد من الأعمال الفنية والمسرحية والاخراجية ولم يتعد بعد سن الـ22 عاما لينثر لنا بعض كلماته التي رجا خلالها من الشباب أن تكون لها بصمة في حياتهم: رفضت أن أعيش في واقع التهميش أو أن أكون عالة وزائدا على الحياة خاصة وانا في هذه المرحلة العمرية الناضجة والقادر فيها على الانتاج والتقديم والعطاء خصوصا وأن لي ميولاٍ أدبياٍ وفنياٍ فالتحقت بالمركز الملائم لموهبتي وتطلعي حيث استثمرت جهدي ووقتي وتعرفت على العديد من الاعلام الثقافية والفنية من خلاله والتي كان لها إثر في نضوج موهبتي وظهورها وتنميتها حتى حصلت على لقب مخرج وأقمت العديد والعديد من الأعمال الفنية على خشبة المسرح الوطني بوزارة الثقافية.
مؤسس للمشهد الصامت
الطريق نفسه الذي خطه النجم الشاب عبدالله يحيى ابراهيم الذي يعتبر الآن أول مؤسس لمشهد الظل الصامت في اليمن وقد أقام العديد من الأعمال »الفوتنايمز« الصامتة مناقشا قضايا الشباب اليمني إثر التغيرات الراهنة وطرق علاجها باسلوب تقني فني حديث وقدم نصيحته للشباب قائلا: أتمنى من كل الشباب أن يستثمروا طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية كل في مجاله بالالتحاق بمثل هذه الأندية والمراكز المنتشرة في ارجاء اليمن بما يكفل لهم تحقيق مستقبل مشرق تفخر به اليمن.
تحصنهم من الإرهاب
من جهته أكد الأخ عبدالرحمن الحسني وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب أهمية الحاق الشباب بالأندية والمراكز الثقافية والرياضية المتنوعة لأنها تركز على تنمية قدرات الشباب الإبداعية واكسابهم مهارات رياضية وتنموية فكرية وبها اقسام تعنى بالقرآن الكريم ودراسته حفظا وتجويدا وأقسام خاصة باللغة الانجليزية والحاسوب والتنمية البشرية والتطريز والتدريب المنزلي واقامة محاضرات توعوية لتحصين الشباب من أفكار التطرف وتعميق الولاء الوطني لديهم حتى لا يغدو شبابنا عبوات وأحزمة ناسفة تدمر الأرض والحرث والنسل.
ويتفق معه محمد عبدالله الفضلي مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة مضيفا إلى حديث الحسني: أن تلك الأندية غدت منابر توعية وتنوير على مختلف المستويات من خطر الانجرار وراء أفكار الضلالة وجماعات التطرف.
تكاتف حكومي
وبدور مشهود أقرت وزارة الشباب والرياضة تقديم مشروع مراكز وتأهيل وتطوير قدرات الشباب على مستوى الارياف ومختلف المناطق النائية واقامة دوري الحارات لكرة القدم لأهميته في صقل مواهب الشباب وارفاد الأندية الكروية بالمواهب التي تزخر بها اليمن.
ومن جهة اخرى أكد الشيخ جبري ابراهيم حسن مدير عام الارشاد في وزارة الاوقاف على ضرورة تكاتف كل من وزارة الشباب والرياضة ووزارتي الاوقاف والتربية والتعليم في توفير مناخات متكاملة للأندية الثقافية والرياضية في مختلف الحارات والمناطق والمحافظات على مستوى الجمهورية وإمدادها بالجانب التوعوي والارشادي لمحاربة كل مظاهر الغلو والإرهاب والتطرف وبيان المسالك التي قد توقعهم فيه حتى يحذروا منها ومن أي عملية استغلال أو استدراج وتثقيفهم دينيا وثقافيا ورياضيا لسد أي فراغ أو خواء يجعلهم فريسة بيد عناصر التخريب أو مواطن الانحراف.