
أحمد عبدالله الشاوش –
ü .. آثار الفيلم الإسرائيلي (السرقة الكبرى) للكتب الفلسطينية جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية والفنية والسياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين على وجه الخصوص وقد مثل الفيلم بما يحمله من حقيقة ناصعة وجرأة في الطرح لتجسيد سرقة شعب وتراث أمة قمة المثالية والانصاف متجاوزا الخطوط الحمراء للصهيونية وصدمة مرعبة للإسرائيليين وذهول الفلسطينين والأوساط الثقافية بالعالم .. الفيلم الإسرائيلي يوثق للسرقة العظمى لأكثر من ثمانين ألف كتاب نادر من القدس ويافا وغيرها أثناء نكبة 1948م وبعدها أخرجه اليهودي (بيني برونر) المقيم في هولندا والذي استغرق إنتاجه خمسة أعوام وعرض في مهرحان تل أبيب الدولي للأفلام يحكي تفاصيل سرقة استمرت أكثر من ستين عاما للإرث الثقافي الفلسطيني عندما أقدم اليهود ومعهم موظفي المكتبة القومية بصورة منظمة ومع سبق الإصرار والترصد والفيلم هو نتيجة دراسة أعدها الباحث الإسرائيلي (غيش عميت) تبين له أن موظفي المكتبة القومية رافقوا جنود الاحتلال الإسرائيلي وجمعوا الكتب والصحف من منازل الفلسطينيين بالقدس ويافا وحيفا سنة 1948م بعد قتل وتهجير الفلسطينيين ويعرض شهادات حية لعدد من المفكرين الإسرائيليين والفلسطينيين تحدثوا خلالها عن قيمة الكتب التي سلبتها إسرائيل طوال الفترة الماضية.
ويقول (عصمت) في دراسته التي قدمها للفيلم (بينما يدعي الإسرائيليون أنهم قاموا بجمع الكتب لإنقاذ الثقافة ومنعا لتلفها يعتبر الفلسطينيون ما حصل هو نهب للثقافة الفلسطينية) ويخلص الفيلم إلى ارتكاب إسرائيل (محزرة ثقافية) خلال وبعد سرقة هذا العدد الكبير من الكتب متسائلا عن الطريقة التي من الممكن أن يستعيد الفلسطينيون من خلالها الحق المسلوب وترتب على عرض ذلك الفيلم ردود أفعال عديدة تبين الصدمة والاستغراب والذهول ورغم واقعية الفيلم وتجسيده لقضية جوهرية إلا أنه لم يفز بالجوائز كون الحقيقة مرة للجنة الصهيونية ولو كان الفيلم يوثق للطرف الإسرائيلي زورا لتحرك الإعلام الدولي وأصبح الفيلم شغله الشاغل إلا أن العجيب والطريف في الأمر أن الإعلام العربي ما يزال مترنحا◌ٍ أو مسلوب الإرادة بقضايا الربيع العربي التي أصبحت كسراب يحسبه الضمآن ماء في عدم تغطيته لهذا الحدث العظيم ومما يؤسف له غياب الكثير من المثقفين وبيوت الثقافة العربية الرسمية وغير الرسمية والتهائها بأمسيات وندوات الخمسة نجوم مما حال بينها وتناول هذه الإضاءة المشرقة في عالم السينما بالضرورة تستدعي الإشادة وتكريم المخرج بيني برونر) والباحث (غيش عميت) على جهودهم الرائعة والمشرقة في عالم السينما رغم المخاطر والأشواك فالأيام القادمة تغرس فينا التفاؤل في تناوله.
وكشفت الكثير من الكتب الثقافية النادرة والآثار المسروقة في كل من العراق ومصر وافغانستان وغيرها من الدول المسلوبة والنفائس المهربة فهل آن الأوان أن تبادر الدولة الفلسطينية عبر وزارة الثقافة المطالبة بسرعة استرجاع تراثها الثقافي بعد أن أصبحت عضوا في اليونسكو ودولة مراقبة بالأمم المتحدة املنا كبير.
shawish22@gmail.com