لبيك اللهم لبيك

ن ………..والقلم

عبدالرحمن بجاش
كل النفوس من كل أرجاء الكون تهفو اليك يا الله , في هذه اللحظات التي يبحث فيها الإنسان عن ذاته فلا يجدها إلا لديك يا رب العباد , من يرحمنا , ويسترنا , واليه تسافر نفوسنا , لان لا ملجأ لنا الا أنت . يا رب ها نحن نبكي وطنا يدمر , وإنسان يشرخ في أعماقه فلا نجد في العالمين انعكاسا لصراخنا سوى الرفض , وبين جدراننا لا نكاد نسمع سوى اصواتنا تذهب وتعود الينا بنفس الصراخ , بينما ينحر الانسان من وريده الى وريد الآخر فلا يكاد أحد يحس بأحد !!! , يا الله والكون في هذه اللحظة يردد بصوت واحد (( لبيك اللهم لبيك )) نصرخ نحن ألما فلا نزداد إلا ألما !!! , يا رب ها نحن نرى وطنا يقتل بعضه ثم يتجه إلى الصلاة , ينحر بعضه ثم يتجه اليك بالدعاء طلبا لنصر المسلمين , يحرض بعضه بعضا ونردد (( اللهم انا صائمين )) , يأكل بعضه بعضا , ويردد اللهم أدمها نعمة يا رب العالمين !! , هؤلاء هم المسلمون يسنون الرماح ويحدون السكاكين , وكل يدعي أنه يتوجه اليك يا الله , وأنت من أفعالهم جميعا براء , لأنك الله رب العالمين , الخالق , الرازق , السلام , المعز , المذل , الحكيم , الودود , العفو , الرحيم , الماجد , الواحد , الصمد , القادر, المقتدر , أنت الرزاق , الواهب , أنت الله أرحم الراحمين , وهم عبيدك المغرورين بحياة كلها نفاق . يا الله في هذه اللحظات التي يتوجه فيها الصوت الواحد من بيتك العتيق الذي ببكة (( لبيك اللهم لبيك )) , المسلمون هنا يوجهون بنادقهم إلى وجه بعضهم , باسم المذهبية تارة , باسم الطائفية تارة , باسم المناطقية تارة , باسم عقدهم الشخصية أولا وأخيرا لأن دينك أعظم وانبل من أن يقول للمسلم اقتل المسلم باسمي . هاهو الإنسان الحقيقي يلبس الأبيض مجردا من كل مطامعه , وأنانيته , وظلمه , وكبره , وحقده , وتحامله , وكرهه , تكون لحظتها نفسه نقية كالبلور فقط يردد لسانه وقلبه من بعده ((لبيك اللهم لبيك )) , يا رب يقف الناس عند بيتك ونحن نقتل من السماء والأرض ,تعبنا , تعب اطفالنا , تعبت أمهاتنا في كل البلاد , تعب شيوخنا , تعب المرض من المرضى , تعب الفقراء , والمحترمون , تعب التاجر , تعب العامل , تعب صاحب الحانوت , صاحب المطعم , نزح الناس الى قراهم ولا يدرون كيف ومتى إلى أرزاقهم سيعودون , طال الوقت الى درجة أننا لم نعد ندري اليوم من الأمس من الغد . يا رب العباد يامن لا يعجزه شيء تقبل دعاء الثكالى من فقدن أطفالهن , وأزواجهن , وكل عزيز بأن تفرج كربنا يا الله , يا من برحمتك نستغيث , يا من يرحم , ويعدل , أن تهدي قومي الى العقل يعودون ويوقفوا نزيف الدم .  أجد ما أقول في الأخير  لبيك اللهم لبيك , لبيك وسعديك , ولكل الطيبين والمتعبين : وبرغم الألم : كل عام وأنتم بخير وان لم تستطيعوا حتى شراء قميص للعيد .

قد يعجبك ايضا