عام التأليم وليس التعليم
علي محمد قايد
تراكمات أزمة متواصلة نتج عنها الكثير والكثير من السلبيات والإحباطات ومنها تدهور العملية التربوية والتعليمية ففي مثل هذا التاريخ وطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية العامة ينتظرون نتائج الامتحانات لكن هذا العام وإلى الآن لم يتم امتحانهم بعد والسبب معروف لدينا جميعا عدم الاستقرار نتيجة الحرب الداخلية والعدوان السعودي على بلادنا مما أدى إلى حالة اضطرابات قصوى وعدم استقرار ونزوح للسكان من بعض المدن والأماكن التي تتعرض للقصف مما أدى إلى تأخير الامتحانات وهذا بدوره أثر تأثيرا سلبيا على نفسية الطلاب والطالبات ليكون أطول عام دراسي تخللته الإنطفاءات المتكررة للكهرباء وضرب المدن والمدارس بالطائرات مما أدى إلى نزوح للأسر ومع كل ذلك لم يجد الطلاب مراكز امتحانية آمنة ومناسبة ولم يجدوا لجانا امتحانية وووووو.
ولا ندري هل لا يزالون يشعرون بأنفسهم أنهم طلاب شهادة عامة بعد مضي هذه الفترة الطويلة ولم يتم تحديد موعد نهائي لإجراء الامتحانات فقد تراكمت عليهم المخاوف وغلبهم اليأس والإحباط ليكونوا ضحايا كما هو حال شعب بأكمله ضحايا أخطاء قام بها من أرادوا التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة هكذا كانت البداية الخروج إلى الشوارع لينتهي الأمر بقصف المدن والمدارس بالطائرات وحرب شوارع داخلية ومعاناة وأزمة معيشية فلم تعد الدراسة ذات أهمية حتى الكليات نالت نصيبها وتم إغلاقها فلم يعد الاهتمام بالتعليم بقدر ما هو الاهتمام البحث عن سكن آمن ولقمة عيش وماء وحطب أو أسطوانة غاز ناهيك عن النازحين الذين تركوا بيوتهم وتحولوا إلى مشردين ففي بلادنا تضيع الآمال والتطلعات والأحلام ويتوقف التفكير عن بناء المستقبل ليكون المستقبل مجهولا ومخيفا الأطفال يقتلون بدلا من ذهابهم إلى المدارس وينامون وقلوبهم محروقة بسبب انقطاع الكهرباء ويتحملون معاناة جلب المياه من الغيول والسدود وهكذا تستمر معاناتهم مع تدهور معيشي وغذائي وانتشار الفقر والجوع وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكاملة ولا ندري كيف سيكون مصير هؤلاء الطلاب وكيف ومتى سيتم امتحانهم وما هي الظروف التي ستحدث في حال امتحانهم ¿أسئلة كثيرة وكثيرة بحاجة إلى إجابة في ظل قيادة فشلت عن إدارة البلاد وتخلت عن مسؤوليتها وبدلا من الاهتمام بهؤلاء الطلاب تم المشاركة من قبلها في قصف بيوتهم وقتل بعضهم وتشريدهم وقصف مدارسهم.
إن ما يحدث اليوم سيكون له تأثير عكسي في المستقبل فلن يكون لهذا الجيل بيئة خصبة يترعرعون عليها ويتعلمون ويبنون مستقبلهم ويعيشون حياة كريمة بل سيظلون يتجرعون ويكابدون لأن وطنهم أنهار وتبعثرت ثرواته وهدمت منجزاته فلن يتمكنوا من الحصول على سبل ومتطلبات الحياة الكريمة وسيكون هذا الجيل جيلا محبطا لن يقدم للوطن شيئا لأن الوطن لم يقدم لهم ما يريدونه وليس المذنب هو الوطن إنما من خربوا وعبثوا وشاركوا في خراب الوطن وهؤلاء لا خوف عليهم ولا على أبنائهم فسوف يتركون الوطن ويعيشون خارج الوطن لنكون نحن البسطاء الضحايا ولا غير.