لماذا قوة الوحوش تنقرض..¿
من السبت إلى السبت
أحمد الاكوع
باستقراء التاريخ نجد كم عشرات وحوش قوية ظهرت ولأنها لا تملك إلا الافتراس والقتل وحده¿ أما التي لا تفترس إلا للضرورة الدفاعية فهي لا تنقرض لماذا¿
لأن تعرضها قد يعطيها أفكارا وتواجه بها وتصدر عنها وقد أرانا التاريخ الإنساني كثيرا من الجماعات البشرية تعرضت لكل أسلحة الإبادة ثم زالت قوة الإبادة وبقيت الجماعة المستهدفة لها وحتى لا نذهب بعيدا دعونا نتلمس المثل من تاريخ العرب المقرؤ عن كيف أبيدت الدولة الأموية على مدى 92 عاما¿ وبقيت إلى اليوم الجماعات التي أراد الأمويون إبادتها¿ كما يقول المرحوم عبدالله البردوني.
وكما نرى أن الدولة الأموية كانت تملك أسباب القوة من أبهة خلافة وشدة عصبية وكثرة أموال وحس وراثي بالتفوق على الناس وكانت جماعة الشيعة والخوارج أقل عددا أو مواقع ومع قلة التكافؤ أو انعدامه تماما ولكن بقيت الخوارج والشيعة وانقرض بنو أمية كدولة وكمجتمع في مدة عمر إنسان واحد ثم جاء العباسيون بعدهم فانضافت الفرق الخارجة إلى الفرق القديمة فإذا بالشيعة والخوارج يزلزلون عرش العراق كما أطاحوا بعرش دمشق لأن القوى التي تستهدف الإبادة تقتل بنفس سلاحها ولا تبيد أي جماعة ثائرة حتى قال العرب المثل القائل: البركة في الذرية التي تحصدها السيوف وقال أبو جعفر المنصور: إن قتل الخوارج يخلق خارجين” نقول والآن هل نسمع بتجمع عباسي أو تجمع أموي, ومن جهة أن تلك الجماعات الثائرة متواصلة الحياة والفكر إلى اليوم¿ ومن هنا نجد أن الصهيونية مدينة للعنف عليها فسوف تكون ضحية عنفها على الآخرين وتنقرض كما انقرضت النازية التي كانت سببا في تنميتها كقومية ثم كدولة ولقد حاولت الصهيونية كوحشية ولدتها الوحشية أن تقتلع شعب “فلسطين” من جذوره ولكن هل تستطيع أمريكا والدول المتحالفة برئاسة السعودية أن تمنع اليمن أن ينتصر ويمد قامته أمام كل الرياح.
هذا هو الغريب في الأمر..¿
من كان يصدق أن علماء كبار أمثال القرضاوي والسديس وغيرهم أو ل من حكموا على أبناء اليمن بالموت وتوالت فتاواهم للأسرة السعودية المالكة لكي تقوم بالعدوان الوحشي الفاقد للرحمة والفاقد للإنسانية ولم يعلم هؤلاء الذين يسمون بالعلماء أنهم قد أدخلوا أنفسهم في المحظور وأصبحت النفوس التي استشهدت في اليمن هم يتحملون وزرها وكأنهم هم القتلة الفعليون ولو كانوا مؤمنين حقا وعلماء حقا لنصحوا والدين النصيحة أسرة سعود بأنهم تعدوا على النفوس البريئة ويقولون كلمة حق عند سلطان جائر لكنهم للأسف الشديد عملوا عكس ذلك وحتى يوم آخر جمعة في الشهر الفضيل قام العدوان السعودي الأمريكي بعشرات الغارات على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية بدون رادع من ضمير ولم يهمهم مراعاة الشهر الكريم والعشر الأواخر منه وبحجم الصواريخ الأمريكية والقنابل العنقودية ضربوا المنازل والأحياء السكنية والتجمعات السكنية والمساجد وبمباركة من هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء حيث كنا نقدرهم ونجلهم أصبح المواطن يدعو عليهم لما ارتكبوه في حقه من الإثم بفتاواهم..
شعر :
قال لنا أعمى العميان
تسعة أعشار الإيمان
من طاعة أمر السلطان
حتى لو صلى سكران
حتى لو قتل الغلمان
حتى لو أجرم أو خان
حتى لو باع الأوطان
أنا حيران.. فإذا كان
فرعون حبيب الرحمن
والجنة في يد هامان
والإيمان من الشيطان
فلماذا نزل القرآن¿
للشاعر أحمد مطر