ما سر تراجع شعبية “الثورة الشعبية” ¿

د/ناصر العرجلي
قبل عام من الآن لو وجه أحدهم نقدا بسيطا أو ملاحظة عابرة على أداء”أنصار الله” والمسيرة القرآنية وثورة الـ21سبتمبر الشعبية ستوجه إليه سيلا من الشتائم والتوبيخات من قبل المواطنين صغارا وكبارا ممن كانوا يؤملون الخير الجم على هؤلاء الشباب الطامحين المظلومين الذين خرجوا رافعين شعارات طموحة هادفة لرفع المظالم والأعباء المعيشية التي أثقلت كاهل الشعب لعقود طويلة.
اليوم اختلف الأمر كثيرا فلو أن أحدهم تعرض بذكر حسن فقط لمفردات الثورة الشعبية والمسيرة القرآنية سيجابه بامتعاض واستنكار كل الناس ..ترى ما الذي حدث وما هي أسباب هذا التحول السريع في مواقف الجماهير وتوجهاتهم¿
وهل أعطت قيادات أنصار الله اهتماما كبيرا لهذا الأمر الخطير وهذا التبدل اللافت لرأي الشارع ومستوى تأييد العامة لتوجهات وأداء هذا المكون¿
ولكي نكون منصفين وعلى درجة من الحصافة والواقعية فهناك أخطاء وزلات عميقة وقعت فيها قيادات “أنصار الله”نفسها ويكفي فقط أن نذكر هنا بأن أعضاء “اللجنة الثورية العلياال13” ممن لم يكونوا عند مستوى الثقة التي منحت لهم من قيادة الثورة وقاموا بتنصيب أنفسهم مسئولين عن إدارة شؤون البلاد والعباد وهم يفتقرون إلى أبسط مستويات الخبرة والتجربة وربما لن يصدق أحد بأن بعض هؤلاء ممن أصدروا لأنفسهم قرارات بدرجة رئيس وزراء لا يحملون أية شهادات علمية وفيهم من يحمل الشهادة الابتدائية لا غير ومع ذلك يمتلك وفقا لما خول لنفسه صلاحيات رئيس الحكومة فماذا عساه أن يقدم للجماهير وكيف يمكن أن يقدم أنصار الله الى الجماهير المتعطشة للانجاز وتحسين المستويات المعيشية والخدمية والنهوض بواقع الاقتصاد الوطني¿
كما قام هؤلاء بإصدار قرارات قضت بتعيين شخصيات في مناصب سياسية وعسكرية بدون أي معايير ومواصفات علمية وعملية وإنما وفق اعتبارات أخرى كالممجاملات والوساطات وغيرها من الممارسات الخاطئة التي كانت سائدة في الماضي .على الرغم ان توجيهات قائد الثورة كانت واضحة وصريحة بخصوص الاعتماد على الكفاءات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وجعل مصالح الناس فوق كل اعتبار بما يساهم في رفع المظالم وإحقاق الحق لكن كل تلك المحددات والتوجهات لم تلقي تجاوبا من هذه اللجنة التي أصرت على أخطائها لتكون النتائج عكسية ومخالفة لأهداف الثورة وقائدها
*هذه المسألة فقط كفيلة بأن تحمل إجابات كافية عن سر تراجع شعبية “أنصار الله”في أوساط الجماهير ناهيك عن التجاوزات والإخفاقات الأخرى على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي قام بها أشخاص وعناصر محسوبة على “الأنصار” لكنها كانت السبب الرئيس بالإطاحة بهم شعبيا.
ومع كل هذه السلبيات لاتزال هناك آمال جماهيرية عظيمة بتصحيح المسار وتلافي الأخطاء ووضع المعالجات المناسبة في كافة المجالات وكذلك الاعتماد على الشخصيات الوطنية البارزة ممن كانوا في طليعة من قاموا بثورة شعبية وحملوا هموم الجماهير على عاتقهم منذ اللحظة الأولى للثورة المباركة والذين تم إبعادهم وإقصاؤهم و تهميشهم من قبل هذه اللجنة الفاسدة الفاشلة وبدون ذلك لن يكون هناك من مجال لمواصلة مسيرة تحقيق أهداف الثورة والانتصار لمبادئها السامية في رسم صورة جميلة لمستقبل أفضل ودحر الأعداء و كل العملاء والخونة المتاجرين بالوطن وتطلعات أبنائه.

قد يعجبك ايضا