الإرجاف لا دين له

أحمد يحيى الخزان

تكمن المشكلة في البعض ممن أصبحت قلوبهم مرضى ويعانون من أزمة شديدة في الثقة بالله سبحانه وتعالى فترى هؤلاء يشتغلون مع العدو من حيث لا يشعرون.
عندما تتابع قنوات الفتنة وترى ما يتداول فيها من تهديد ووعيد من قبل العدو تشعر وكأننا مقبلون على نهاية العالم وكأن اليمن ستمحى من على وجه الخريطة!
فمنذ بداية العدوان وهذه القنوات تعمل على خلق حالة من الهلع والخوف والجزع في أوساط الشعب اليمني ونقل صورة للمجتمع بأن اليمن انتهى ولم يعد فيه أي كائن حي يتنفس! وبالمقابل تعمل على رفع معنويات جيش العدو بأن الشعب اليمني إنهار ولم يعد يقدر على الصمود أكثر من ذي قبل وأيضا على ترويج إشاعات بمقتل أبرز قيادات الوطن.
ولا يخفى علينا أن عملاء وخونة الوطن هم أيضا من أبرز الأدوات التي يعتمد عليهم العدو في الإرجاف ونقل كل ما يتداوله العدو في محاولة منهم لخلق حالة من الهزيمة والاستسلام وتحطيم لمعنويات الشعب اليمني.
لا تكمن المشكلة هنا بل تكمن المشكلة في البعض ممن أصبحت قلوبهم مرضى ويعانون من أزمة شديدة في الثقة بالله سبحانه وتعالى فترى هؤلاء يشتغلون مع العدو من حيث لا يشعرون -طبعا هنا لا أقصد الخونة وأولاد العاصفة – فهؤلاء هم يعيشون حالة من اللامبالاة ولا يهمهم الحالة النفسية للمواطن اليمني فبدلا من أن يعملوا على رفع المعنويات والدعوة إلى التلاحم والتكاتف والصمود في وجه العدو تراهم دائما في المجالس والشوارع ووسائل المواصلات لا يخرج كلامهم عن عبارات الإرجاف والكلمات السلبية التي هي في الأساس تأتي من قبل إعلام العدو!
في سياق ذلك يجب أن نعي أن من أولويات العدو هي الحرب النفسية قبل الحرب العسكرية لأن العدو يهمه نفسيات ومعنويات الناس فهو يحاول نشر حالة الخوف والجزع لأنه إذا انتصر في الحرب النفسية كان ذلك بداية ومدخلا له للنصر العسكري وهذا هو ما جعل من العدوان السعودي يظهر هزيلا وبدأ بالتلاشي هو صمود الشعب ورباطة جأشه وصبره.
فرأينا كيف كانت أهداف العدو في بداية العدوان وكيف تناقصت وانقرضت خلال التسعين يوما وهذا إن دل إنما يدل على أن اليمن انتصر في الحرب النفسية وأنه على الشعب الاستمرار في الصبر والصمود لأن العدوان أصبح في نفسه الأخير لذا صبر وصمود الشعب هو من سيغير المعادلة.
فيجب علينا أن نحسب لكل حرف في أحاديثنا وحواراتنا وكتاباتنا لأن المرحلة مرحلة حساسة وفاصلة, فإما أن نكون أو لا نكون وإما أن نعمل مع العدو أو نعمل مع الوطن فحتى حسن النية يجب ألا تكون لصالح العدو, فكثيرا ما دمرت شعوب بسبب حسن النية!
ومما يعمل عليه العدو عكس بوصلة العداء وتوجيهها إلى الداخل فبدلا من أن نوجه اللوم على العدوان الذي قصف المنازل وقتل النساء والأطفال وحاصرنا برا وبحرا وجوا اتجه البعض لإلقاء اللوم على أطراف في الداخل ويحملونهم كل ما جرى على الشعب من معاناة بالرغم من أنهم يعلمون أن العدوان هو السبب! فيجب علينا أن نفشل كل مؤامرات العدو لزعزعة تماسك اليمنيين وخلق حالة من التنازع والفشل عملا بقول الله جل شأنه (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).
لذلك علينا أن نسد كل ثغرة تكون منفذا للعدو بهدف هزيمتنا نفسيا فمهما سمعنا من تهديد ووعيد فإننا نثق أن معنا من هو أكبر منهم ومن قوتهم وآلياتهم لأن معنا ملك السماوات والأرض وهو من هو قادر على قذف الرعب في قلوبهم إنما علينا أن نثق به ونستمر في صمودنا وصبرنا وأن نواجه كل من يحاول إرجافنا بقول الله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).

قد يعجبك ايضا