بأي حال عدت يا رمضان
عبدالسلام الحربي
لا اعتراض في الدين.. ولا تحريف في أهدافه وتعاليمه السمحة.. ولا إلغاء لما أوجبه من التزامات وشعائر يجب على كل مسلم القيام بها لأنها طريق النجاح في فوز المسلم في حياته الدنيوية والأخروية التزاما بأدائها وابتعادا عما نهى عنه الدين والشريعة الذي جعل كل أيام الإنسان المسلم عبادة وفضل بعض شهورها عن غيرها لتطهير النفس مما علق بها من شوائب.. فجعل صيام شهر رمضان من كل عام مدرسة للتطهير والعودة إلى الخالق عز وجل بأعمال صالحة ومقبولة قرنها عز وجل إلى نفسه بقوله تعالى (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
وعلى الرغم من الطقوس الدينية والاستقبال السنوي لشهر رمضان المبارك لدى كل اليمنيين عند قرب موعد حلول شهر رمضان المبارك والذي يكون له طقوس وعادات يمنية من حيث التسوق وشراء الاحتياجات المنزلية والتي تختلف في أصنافها وكمياتها وخصوصا لدى الأسر الميسورة.. بالإضافة إلى المواظبة في أداء الشعائر الدينية وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات الخمس في أوقاتها وكذا تقديم الصدقات وصرف المعونات الإنسانية والخيرية لبعض الأسر الفقيرة والمحتاجة.. من قبل أهل الجود والخير في شهر رمضان المبارك وهي إبداء روح الاخوة والتسامح والتصالح والوئام في ما بينهم جميعا طوال أيام هذا الشهر المبارك مهما كانت اختلافاتهم على مدار العام سياسية أو حزبية أو شخصية.. إلا أن شهر رمضان المبارك يجمهم على مائدة واحدة وهدف إيماني واحد وموقف وطني واحد.
إلا أن رمضان يأتي هذا العام وكل أبناء الشعب اليمني يعيشون أحوال اقتصادية صعبة وظروفا أمنية وأحداثا وتداعيات تشهدها بعض محافظات اليمن والعدوان السعودي على اليمن واليمينين منذ ما يزيد على ثمانين يوما في قصف مقدرات بلادنا وقتل أبناء الشعب اليمني وتدمير كل المرافق والخدمات اليومية العامة والخاصة.. الأمر الذي زاد من معاناة الناس في بلادنا وخلق ظروفا اقتصادية صعبة نتيجة لهذا العدوان وتعطيلا للأعمال وانتشارا للفقر والبطالة لدى غالبية أبناء الشعب اليمني.. ما جعلهم يستقبلون شهر رمضان المبارك هذا العام في أجواء العدوان والدمار والقتل والتجويع والتشرد وتدمير مساكن المواطنين إضافة إلى الأحداث والرهانات السياسية التي تشهدها الساحة السياسية اليمينية لقادة الأحزاب وأطراف الحوار.. الأمر الذي حول اهتمام المواطن اليمني لاستقبال شهر رمضان المبارك في توفير المواد الغذائية واقتتاء الكماليات الرمضانية.. بقدر ماهو همه أن يصوم رمضان في أجواء أمنية وخالية من قصف طائرات العدوان السعودي وتحالفاته.. وقذائف طيور الجنة المحليين.. وفوق هذا وذاك يعاني المواطن اليمني من ارتفاع أسعار السلع الاقتصادية والغذائية نتيجة الحصار الناجم عن العدوان وجثع التجار وأصحاب المحلات التجارية مستغلين غياب السلطة وتغاضي بعض القوى الفاعلة على الساحة اليمينية في الوقت الراهن.. بالإضافة إلى انعدام خدمات المرافق العامة في الكهرباء و الصحة والمشتقات النفطية وعدم وصول المساعدات الإنسانية من المنظمات الخارجية والتي سمعنا عنها إلى بعض المحافظات المنكوية في بلادنا..
كل شيء في اليمن يزداد تدهورا يوما بعد يوم.. باستثناء السوق السوداء وأصحابها الذين يزدادون كل يوم تطورا منقطع النظير وأرباح خيالية في استغلال احتياجات المواطن وخصوصا في سوق النفط وأسطوانات الغاز المنزلي..
وفي الأخير! نقول لكل شعوب العالم أين مواقفكم تجاه ما تتعرض له اليمن وشعبها.. كما نقول لقوات التحالف بقيادة السعودية.. ألا تخجلون من عدوانكم السافر على بلادنا وأبناء شعبنا.. هل أنتم بشر مثلنا.. وهل بقلوبكم رأفة ورحمة تردعكم عن ما تفعلونه ¿!.. وهل تهتز مشاعركم من دماء الضحاباص الأطفال الأبرياء.. من أبناء جنكم في العروبة والإسلام.. تتلذذون في رؤية المذامج وأشلاء الأبرياء.. وتقومون بإشعال الحروب وتمويلها من خزائنكم دون أن تحركوها في سد رمق الجياع والفقراء.. وأنتم من تدعون خدمة الإسلام وأماكنه المقدسة ألا تحترمون قدسات وحرمات وفضائل شهر رمضان في إيقاف عدوانكم السافر على شعب اليمن وتدمير كل مقدراتنا العامة والخاصة.. والتي لم تعد تحتمل السكوت على جرائمكم وغروركم والذي ستدفعون الثمن غاليا.. مقابل عدوانكم لبلادنا وشعبنا وسيكون الرد اليمني أقوى وأشد والذي قد بدأ على الميدان وعلى خط التماس في الحدود اليمنية السعودية والضربات الموجعة في عمق الأراضي السعودية وتحديدا منطقة نجران وغيرها من المحافظات والسعودية الحدودية..