خواطر رمضانية – (4) في بولتيمور

الذين يعرفون جماعة الدعوة والتبليغ يعرفون عنهم أنهم يحملون أمتعتهم على ظهورهم ويتنقلون بين القرى والمدن لينشروا دين الله وليعيدوا المسلمين إلى إسلامهم هم موجودون في اليمن مثلما في السعودية مثلما هم موجودون في بريطانيا والصين وأمريكا وباكستان باختصار في كل أرض الله.
كانوا وحدهم يخترقون الجدار الحديدي الذي يفصل المعسكر الشرقي ودوله عن باقي العالم فيدخلون ويلتقون ببقايا المسلمين ويعيدونهم إلى دين الصلاة ويجددون فيهم ما اندثر من الشرائع والشعائر.
حين كنت في العاصمة الأمريكية واشنطن بداية الثمانينيات للدراسة كنت أذهب بين الحين والحين إلى المركز الإسلامي فيها لكي أستأنس بمن فيه من المسلمين كنت ألتقي ببعض رجال الدعوة والتبليغ فدعيت مرة للخروج معهم نهاية الأسبوع فقبلت وكانت الرحلة إلى مدينة بولتيمور التابعة لولاية مريلاند وهي لا تبعد كثيرا عن العاصمة.
وصلنا إلى المسجد ووفقا لترتيبات فهناك من يخدم لتحضير الغذاء وهناك من يخرج للدعوة وهناك من يبقى في المسجد يسأل الله النصرة للخارجين بالتوفيق فكنت من الفرقة الثالثة وبعد أقل من ساعتين عاد الخارجون بخمسة شباب أمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية قالوا أنهم قد قبلوا الإسلام.
كان الشباب ببناطيلهم الجينز الضيقة لا يقوون على الجلوس في الأرض كسائر من في المسجد وبدأت الترتيبات لتعليمهم كيف ينطقون الشهادة ثم يتوضأون ويصلون.
ليست هذه الحالة فريدة في تلك البقاع برغم أن رجال الدعوة والتبليغ مستفرغون جهدهم للدعوة في أوساط المسلمين لإعادتهم إلى حظيرة إسلامهم لكن كثيرا من غير المسلمين يدهشهم هذه الجهود فيصلون بالسؤال إلى الله.
اليمن لها حظ وافر من الدعوة في هذا السبيل ومركز الدعوة في الحديدة يعقد كل عام لقاء يحضره عشرات الألوف من الدعاة ويبدأ التفويج إلى كل أنحاء الدنيا بورك كل جهد صادق مخلص لنشر كلمة الله.

قد يعجبك ايضا