خواطر رمضانية – (2)…رسائل النور
بعد سقوط الخلافة العثمانية انتفضت أمة الإسلام فأظهرت للوجود أكثر من حركة تجديد إسلامية في سائر أنحاء العالم الإسلامي كلها كانت تهدف إلى استعادة أمجاد الأمة وتصحيح مسارها.
في داخل تركيا وحيث كان للأمة التركية النصيب الأوفر من المحو لكل الشعائر والشرائع الإسلامية وحيث فعل مصطفى كمال الأفاعيل بالأمة ليصرفها عن دينها حتى أنه غير الحروف العربية التي كانت تكتب بها التركية والتي حوت كل تاريخها وأمجادها وأصبحت بالحروف اللاتينية ليقطع الأمة عن تاريخها فوق أنه غير اللباس الإسلامي بلباس افرنجي وحرم لبس العمامة وحرم الحجاب على النساء وجعل الأذان للصلاة بالتركية بدلا من العربية وحاكم كل من ينشر الدين ويروج له.
في هذه الفترة أنهض الله للأمة أحد المجددين العظام واسمه “بديع الزمان سعيد النورسي” هذه الشخصية العبقرية المسلمة الذي تشرب علوم الدين واللغة وحاز قصب السبق في العلوم الشرعية واللغوية باللغتين العربية والتركية كما كان له إلمام باللغة الفارسية فوق أنه أيضا من أصول كردية.
هذا الرجل بدأ ببث رسائل النور التي يقول أنه لم يرجع فيها لغير القرآن الكريم ليبين حقائق الدين من خلاله.
كانت هذه الرسائل تستنسخ بخط اليد ويصل ما ينسخ منها في كل رسالة إلى خمسمائة ألف نسخة.
كان مجموع الرسائل التي كتبها والتي سميت بكليات رسائل النور مائة وثلاثون رسالة بين مجلد كبير ورسالة قصيرة تقرأ في جلسة واحدة.
بهذه الرسائل خرجت تركيا العلمانية من وهدتها واستعادت إشراقة وجهها القرآني حتى انتهى الأمر إلى عودة الإسلام إلى حكمها من خلال الأحزاب الإسلامية التي كان آخرها حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوجان.
رسائل النور ترجمت لكثير من اللغات منها العربية حيث توجد في تسعة مجلدات.