عاصفة الزعيم !!
بعد عاصفة الحزم اللعينة وإعادة الأمل التي أفقد ت الجميع أي أمل في أن يرعوي آل سعود عن غيهم وعدوانهم ..هبت على اليمنيين عاصفة أخرى يمكن أن نسميها ” عاصفة الزعيم “.
وعاصفة الزعيم هذه ليست مقاتلات تلقي بحممها حيثما اتفق فتحرق الأخضر واليابس وتقتل بغير حساب كما تفعل عاصفة الحزم وإعادة الأمل ولكنها عاصفة أخرى هبت برياح هادئة تريد أن تطفئ النار التي أشعلها أعداؤنا فينا قبل أن نخمد نيرانهم .
في عاصفة الزعيم الصالح الذي تضمنها بيان صدر عنه في الأسبوع الماضي دعوة للتصالح اليمني ـ اليمني بادئا بنفسه ..
وفيه دعوة لمحاسبة آل سعود على جرائمهم ضد اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة بكف العدوان والتعويض عن الأضرار التي أصابت اليمن جراء العدوان من خلال مفاوضات مباشرة .
وفيه دعوة إلى تسليم الجيش والأمن مقاليد الأمور في المدن وخصوصا في عدن ورفع أيدي الميليشيات والجماعات كلها عنها .
من وجد غير هذا فليرنا أين وجده في البيان ..!!
وفي كل الأحوال كان يمكن القول بعد هذا البيان من وجد فيه خيرا فليحمد الله وليتقدم بعونه للسير فيه ومن وجد فيه غير ذلك فليس ملزما به وإنما هو رأي لكتلة سياسية وشعبية هو زعيمها ولا تلزم إلا من اقتنع بها ..والكل يعلم أن هذه الكتلة وزعيمها يواجهان العدوان السعودي وميليشيات القاعدة وهادي حيث وجدوا بيقين مطلق مع شعبهم وجيشهم والمكونات الأخرى .
***
يقول المتنبي:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
الذين لم يجدوا ما يقدمونه للمواجهة التي يخوضها شعبنا وجيشه ولجانه الشعبية ويتصدرها مكونان أساسيان في اليمن هما المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله فلا ينبغي أن يشعلوا نيران الفتنة بينهما من أجل خلخلة الصف .. يمكنهم أن يقولوا خيرا أو ليصمتوا ..
قائد أنصار الله في آخر خطاباته للجمهور أشار إلى حقيقة أن هناك مواجهة للعدوان الخارجي وأن هناك مكونات سياسية تواجه هذا العدوان وأنه ليس بالضرورة أن تتوافق كل المواقف السياسية لهذه المكونات فلكل آراؤه والمهم أن الثابت الوحيد المقدم على غيره هو مواجهة العدوان ..
ورجل بحجم الزعيم تجربة وخبرة وعلما بدهاليز السياسة المحلية والإقليمية والدولية يجب أن يكون له موقف ينطلق من مواجهته للعدوان الذي يستهدفه شخصيا فيما يستهدف من شعب ووطن وهذا الموقف ليس بالضرورة أن يرى فيه جميع من هم في المواجهة خيرا للوهلة الأولى وإن كان خيرا على التحقيق ..
وفي تاريخ الدعوة الإسلامية والسيرة النبوية عبرة للجميع .. حين عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بأصحابه منصاعا لرغبة المشركين في عمرة الحديبية ووقع اتفاقا مع المشركين قبل فيه بمراداتهم ورأى فيه كبار الصحابة مهانة وذلا ودنية ولكن الأمور سارت باتجاه آخر وكانت بداية الفتح الأعظم ..
***
فأن يقول الزعيم لأنصار الله عليهم القبول بقرارات مجلس الأمن فليس معناه أن ينتهي العالم عند هذه الكلمة منه أو منهم .. وعندما يقول يسلم أنصار الله ولجانهم الشعبية كغيرهم المدن للجيش والأمن فليس أكثر من نقلها من اليد اليمنى إلى اليد اليسرى ولكنه في الواقع موقف يكسر كثيرا من مؤامرات الأعداء لو يعلمون ..وفي الفقه الإسلامي باب اسمه باب الحيل الشرعية .
على أن عاصفة الزعيم امتدت إلى هادي ووزير خارجيته الذي يرفض التفاوض مع صالح وانتقلت العاصفة إلى آل سعود الذين لجأوا لتحريك أياديهم المنتسبة للمؤتمر فيما يحسبون أنه إضعاف للمؤتمرويحاولون تهديد الثابتين منهم ولم يعلموا أن تخلص المؤتمر وزعيمه ممن تبقى من أصحاب المصالح هو تطهير وتثبيت له ..
المهم أن عاصفة الزعيم لن تهدأ مثلما أن عواصف الأعداء لازالت تدمر كل شيء ..والقادم سيكون جميلا بإذن الله مادام شعبنا وقياداته يواجهون العدوان بقلوب مؤمنة بالحق الذي أقام الله عليه سماواته وأرضه