اليمن بين عقابي قطر والسعودية

إذا كانت اليمن تعاقب اليوم بتهمة علاقتها بإيران فإنها قد تأذت كثيرا بسبب علاقتها بدولة قطر فبعد أن تطورت العلاقات اليمنية القطرية ووصلت الى ذروتها في 2008م أبدت السعودية انزعاجها الشديد وعملت بكل الوسائل على إجهاض تلك العلاقة الحميمة التي نمت بشكل سريع ولافت.
ولأن الموقف السياسي لحكومتي قطر واليمن بشأن الكثير من القضايا العربية فقد عبرت الشقيقة الكبرى عن استيائها وتحفظها .
ثمة حادثة سياسية شهيرة اختزلت الحقيقة كلها…ألا وهي العدوان الصهيوني على قطاع غزة في عام 2008م والتي قادت الرئيس اليمني المتحمس دوما لنصرة فلسطين إلى الدعوة لعقد قمة عربية طارئة لتتبنى الدعوة قطر وتعلن استعدادها لاستضافة القمة هذا الموقف اليمني القطري وضع السعودية وأخواتها في مأزق سياسي كبير فما كان منها إلا أن بدأت بالعمل على تعطيل هذه القمة بكل الوسائل فضغطت على نصف الدول العربية وأقنعتها بعدم المشاركة وتمكنت قطر من إقناع نصف الدول العربية تقريبا بالمشاركة وشاءت الأقدار أن يبقى مصير القمة مرهونا بيد الرئيس اليمني فقد أصبح حضوره هو الأهم بالنسبة لقطر ذلك أن مشاركته ستجعل منها قمة عربية كما أصبح غيابه هاما جدا بالنسبة للسعودية وذلك أن مقاطعته ستسقط عنها صفة ” قمة ” لتصبح مؤتمرا عاديا.
وضع الرجل في مأزق حقيقي لم يدركه الكثير حينها فقد كان عليه أن يرضي إحدى الدولتين الشقيقتين في الوقت الذي كانت كل من الدولتين ستعتبر ذهابه في الطرف الآخر خيانة لها وذنبا لا يغتفر لعدة حسابات سياسية ومالية وجغرافية اعتذر الرئيس اليمني عن حضور القمة مجبرا ومكرها .
سقطت صفة القمة التي كان هو أول من نادى إلى عقدها واحتضنت قطر مؤتمرا عربيا ضم نصف القادة العرب تقريبا أثبتت الأحداث التي طرأت في المنطقة العربية وفي اليمن بالتحديد أن الحكومة القطرية قد اعتبرت الرئيس صالح خائنا وسخرت كل ما لديها من إمكانيات مالية وسياسية وإعلامية ضخمة لتشويه تاريخه والإساءة لشخصه ولعائلته وحتى للملايين من الشعب اليمني الذي يكن له كل الاحترام والتقدير .
ونحن نرى اليوم الأوراق وقد تغيرت جذريا وخاصة موقف السعودية من اليمن ومن الرئيس صالح تحديدا يجب على النظام القطري أن يطرح على نفسه السؤال التالي : ماذا لو حضر الرئيس اليمني قمة الدوحة 2008م ¿
ما الذي كان ليحدث وما ردة فعل النظام السعودي ¿
ولن يخسر أكثر من دقيقة للحصول على إجابة شاملة وشافية فقط عليه التأمل في ما يفعله نظام آل سعود بالشعب اليمني اليوم ليدركوا حجم الشر الذي تحاشاه الرئيس صالح مرارا وتكرارا .
في الأخير تبقى الحقيقة أن الرئيس صالح أحب شعب قطر ووثق بحكومتها وأفتخر بمشاريعها الإعلامية وعرف حينها حاجة النظام القطري للعب دور سياسي في المنطقة فساعدهم على ذلك بقدراته المحدودة طبعا إلا أنه عوقب وعوقب معه الشعب اليمني عن بكرة أبيه .
الخلاصة :
نحن أمام نظام سعودي يعتبر اليمن شعبا وحكومة مما ملكت يمينه ويغار عليه كما يغار على نساء المملكة الآتي حرمهن أدنى حقوق الإنسان المعترف بها في أسوأ الدول وأكثرها تخلفا ” ومن الحب ما قتل شعبا ” . وسلامتكم..

قد يعجبك ايضا