شياطين العاصفة!

                      عبدالعزيز البغدادي

أحيانا ينسيك فرط الاحترام أو المحبة لشخص أو الإعجاب به ميزة النظرة المجردة إليه كإنسان  يخطئ مثلما يصيب صحيح أن مستوى رجاحة العقل بما تعنيه من قدرة على وزن الأمور والمواقف بميزان المنطق أو الفلسفة (الحكمة) التي يزن بها الإنسان تصرفاته وأحكامه على نفسه وعلى الآخرين ومن ثم التفريق بين الخطأ والصواب في طريقة التفكير وأسلوب اتخاذ القرار أو معارضة ما يتخذ من القرارات  سواء ما يتعلق منها بالحرب وظروفها أو بعموم الشأن الوطني أو الإنساني تختلف باختلاف القدرات العقلية والنفسية والمعرفية ومستوى الثقافة لكن ميزان العاطفة كثيرا مايربك ميزان العقل لما بينهما من ترابط وتشابك  !
في عدد الخميس 16/ 4 / 2015 من صحيفة الثوري الناطقة باسم الحزب الاشتراكي اليمني ذلك الحزب الذي ساهم في تأسيسه والانتماء إليه  العديد من قادة الحركة الوطنية اليمنية  ممن يمتلكون الشجاعة في المواقف والقدرة على تمييز الطيب من الخبيث وعلى اتخاذ القرار السليم النابع من المصلحة الوطنية أو الحزبية أو متعلق بهما معا لما بينما من ارتباط دون أن  يدفعه مفهوم (السياسة فن الممكن) إلى التغاضي عما يجري على وطنه  فلا يرى مايراه العالم من عدوان سافر وجبان بأحدث الطائرات وأفتك الأسلحة وأخطرها وأن يتهرب من مجرد الإشارة بأصبعه إلى القاتل لا بل ويحاول تقديم (مجلس التعاون  الخليجي على الإثم والعدوان)  كمنقذ لمايسميها العملية السياسية في اليمن!!
لم أكن أتصور أن أجد بعض الأعزاء ممن يوصفون بالرموز على المستوى السياسي أو الثقافي أو الوطني وهو وصف أنتقده باستمرار لأن النظرة إلى الأشخاص كرموز إن لم تكن مصحوبة بنوع من التوازن الواعي ستكون مدخلا للاستلاب العقلي  وخلق الصنمية الفكرية!!
لم أكن أتصور أن أجد آراء لاتزال تغوص في المنطقة الرمادية في تناولها لما يتعرض له اليمن من عدوان سافر تحت عنوان (عاصفة الحزم) التي توصف شعبيا (بعاصفة الجöزمú) بإبدال الحاء المفتوحة بالجيم المكسورة والزاي المفتوحة!!!
حقا لقد صدمتني الصفحة الأخيرة من صحيفة  الثوري بمقالين وخبر المقال الأول مقال صغير أو هو مقتطفات من تصريح للدكتور ياسين سعيد نعمان بعنوان (شياطين أثينا) والثاني مقال للدكتور عبدالعزيز المقالح بعنوان (من فضلكم أغلقوا أبواب جهنم) والأستاذان  ممن لهم احترام لدي ولدى الكثيرين في المجتمع.
 ولكن لا أعتقد أن الاختلاف في الود يمكن أن يفسد الود وإلا فماذا نريد من الدعوة الدائمة للحوار وأي فائدة ترجى منه  بين المتفقين أو من الاستماع للصوت المنافق!!
وأما الخبر فعنوانه (مصدر في أمانة الاشتراكي يدين ما تتعرض له المواقع الأثرية)!!
وبإيجاز شديد سأحاول في هذا المقال التعبير عن أسباب صدمتي:
 1 – الدكتور ياسين. يرى في مقاله أو تصريحة المقتضب أن (أشد أوجه الحماقة بؤسا رؤية اليمنيين بلدهم على نحو لا مثيل له وهم مستغرقون في المشهد الدموي التدميري والتماهي مع منطق العبث الانقسامي واستخدم في أكثر من موضع كلمة حمقى وعبارة شياطين الحروب إلى غير ذلك من عبارات التمويه ليصل إلى وجهة نظره  المؤيدة ضمنا (لعاصفة الجöزمú).
 حيث رأى (أنه يعد تعيين من وصفه الأستاذ خالد بحاح نائبا للرئيس مؤشرا هاما وربما منعطفا نحو العودة للعملية السياسية).
والعزيز د ياسين الذي لا أدري أين يقيم الآن هل في إحدى دول الخليج المحترمة جدا أم في عاصمة الضباب وآخر ما قرأت عنه خبر رقوده شفاه الله في مستشفى دبي!!
ولم أكن أرغب أن أفصح عن انتقادي لما كتب لولا انفعالي الشديد هذه الأيام بسبب ما يتعرض له وطني ووطنه  ووطن كل عربي حر (اليمن) من عدوان لا أرى أن لحقارته مثيلا في التأريخ  ومن مملكة الإرهاب الوهابي التي أثبتت في كثير من أدوارها وبالذات في هذه الحرب الأكثر قذارة بأنها بالفعل مملكة قرن الشيطان   ومما زاد استيائي أن العزيز ياسين من خلال تصريحه أو مقالته لا يبدو أنه يرى ما يتعرض له وطنه من عدوان  ولا يرى القواعد العسكرية الأمريكية المحيطة بوطنه من كل اتجاه  والتي تدار منها العاصفة المتوجة بالحقد والغباء الذي لا نظير له!
نعم وأرجو أن يعذرني على قسوتي فقد أثارني مقاله أو تصريحه المشيد بمجلس التعاون على الإثم والعدوان المسمى مجلس التعاون الخليجي الذي يستشف من خلاله أنه لا يرى كل هذا التدمير الفضيع لوطنه أو أنه لم يشاهد أشلاء الأطفال الذين تمزقهم طائرات الـ-إف 16 الأمريكية المتطورة حاملة العلم البدوي السعودي وفي الوقت عينه يرى وبوضوح  منحاز الحروب التي تشنها اللجا

قد يعجبك ايضا