لحظة يازمن..شعر..
صعد شهاب من ضاحية بجنوب التلة صوب الحارات الضيقة ونقر فوق الباب: فتح المارونيون وآل البيت وفتح السنيون إمتزج نشيج الصابئة بدمع الدهريين فهبط من التبة طوافو سيد الجنة ليرشوا جسد ابن الله بزهرحر فتح المحبوسون بمنزلة بين المنزلتين وفي أيديهم قنديل فتح الأرمن أهل البدعة في النار وعصبة مارس ملتفين بأرز وكتائب فتح المحرومون على الأرض وصوفيو الخرقة في جبتهم حلاجون هواة تحت التمرين فنقر فوق الأبواب شهاب أتى من ضاحية بجنوب التلة فتح الممنوعون من الصرف وفتح الفينيقيون وجبران دروز الوادي وجعافرة ويسوعيون وفتح الماديون الجدليون” بزند مطرقة وبزند سندان وعلى الكاهل تابوت للشهداء وتابوت للصديقين هنا نقر فوق الأبواب شهاب نادى النسوة بالغزل المكشوف فبانت في جلوتها: مريم رافعة شمعا في الهيكل وتلتها فاطمة وهي تسمى طلعتها الزهراء: تلتها تيريزا ممسكة صحن بخور هندي درءا للشر تلتها هند وهي تخبئ كبدا مأكولا في كيس وتلتها الخنساء الراثية فتاها الصب وفي آخرجلوات النسوة باتت ما جدة الرومي وهي تحرك جرس الأحد لدفن السواقين وبث الترتيل المشروخ طوبى للمقتولين وطوبى للجرحى طوبى لرجال رمقوا الليل طوال العمر وما رمقوا صبحا طوبى لأياد رأبت صدعا أو داوت قرحا طوبى للجثث المطمورة إذصارت كشفا أو قصحا طوبي للمنزوحين إذا باتوا إثما ليس يزول ولا يمحى طوبي للدم السيال هنيهة يغدو بعروس الصمت نزيفا أو قيحا طوبي للمقتولين وطوبى للجرحى.
” حلمي سالم- شاعر مصري”