مأزق عاصمة النفط والبخور
إسكندر المريسي
بغض النظر عن صمود اليمن في وجه العدوان السعودي الأمريكي الذي دخل أسبوعة الثاني على التوالي وما أسفر عن ذلك من مسيرات جماهيريه حاشدة تستنكر ذلك العدوان الهمجي وكذلك أيضا بغض النظر عن الدعواة التي طرأت في الظرف الراهن تدعو إلى وقف المغامرات العسكرية السعودية في اليمن إلى ضرورة وقف العدوان الذي تنفذه الرياض مع حلفائها المأجورين ضد الشعب اليمني فإن ما يسمى بعاصفة الحزم دخلت بالتأكيد مرحلة الفشل الذريع ولم تحقق أهدافها الجهنمية وإنما أظهرت حاليا انعكاسات سلبية داخل عصابات الخمسة المتمثلة بسلمان وولي عهده ومقرن وزير دفاعه ووزير خارجيته سعود الفيصل.
عصابات الخمسة المشار إليها هي من يمثل حاليا مملكة آل سعود التي أردات بعدوانها الهمجي والسافر على اليمن ترحيل أزمتها الداخلية سعيا من جانبها لتفادي التحديات الحقيقية التي تعصف بتلك المملكة وتظهر أن مغامرتها العسكرية قد فشلت فشلا ذريعا وليس ذلك وإنما كما أشرنا انعكست سلبا على تلك المجموعة الطائشة والمغامرة وما يؤكد حقيقة ذلك الانقسام الداخلي الواضح وإن كان العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لتفادي ذلك الانقسام في محاولة يائسة .
الهدف منها تجديد وإعادة إنتاج مملكة بدأت لكي تنتهي في المرحلة المقبلة جراء جملة التحولات السياسية والإقليمية وما نتج عن ذلك من متغيرات تظهر حقيقة أن العمر الافتراضي لتلك المملكة لا يمكن أن يتمدد من خلال العدوان السافر على اليمن وإنما العكس صحيح.
بدليل أن عصابة الخمسة المشار إليها تواجه كما أوضحنا أزمة شديدة أظهرت حقيقة الانقسام المشار إليه إلى درجة أن تلك المجموعة المغامرة والطائشة بدأت تجري اتصالاتها مع أطراف إقليمية ودولية من ضمنها تركيا وسلطنة عمان وإيران استجداء للحل السلمي وبحثا عنه بطريقة غير مباشرة للخروج من دوامة الأزمة التي تشهدها العائلة السعودية في الظرف الراهن جراء جملة من المتغيرات أبرزها أن ما يحدث هو عدوان سعودي امريكي سافر ضد الشعب اليمني ولا يمتلك ذلك العدوان أي مبررات توجب سوى الخوف النفسي والرعب المبطن المسكون في مملكة البخور والنفط من اليمن ومن أن تكون عاملا سلبيا يسرع من حقيقة التحولات التي ستنهي آل سعود.
ليس من تلك المملكة المترهلة التي دخلت مرحلة النهاية ولكن من جزيرة العرب بشكل كامل خصوصا وهي تنفذ ذلك العدوان دون أن تجد حاليا من اليمن الرد الشافي والكافي والذي سيكون بالتأكيد حقيقة لا محال عنها.
فآل سعود وفدوا من خارج الجزيرة العربية وبالتالي سقوطهم الوشيك مسألة وقت وستلفض بهم حركة التاريخ إلى خارج جزيرة العرب خلافا لليمن التي هي أساس تلك الجزيرة وعامل أساسي في استقرارها وبالتالي اليمن في الجزيرة العربية جزء أصيل ومكون فاعل ووجدت لكي تبقى وتستمر وتنتصر وتنهي مشاكلها الداخلية وتخرج من أزمتها الراهنة خلافا لآل سعود الذين هم حالة شاذة وغير قابلة ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يحول العدوان دون سقوط تلك الظاهرة الشاذة وانهائها وإلى غير رجعة بالنظر لفشل عدوانهم السافر وصعوبة تحقيق أهدافها في ترويض أو تطويع اليمن لتكون تحت سيطرة عصابة آل سعود.
وبالتالي ليست النداءات الإقليمية والدولية بضرورة وقف العدوان على اليمن من سيؤدي ذلك وإنما الأزمة المشار أليها داخل الديوان الملكي من سيؤدي إلى وقف ذلك العدوان ولاتستطيع أي قوة في العالم أن تمنع اليمن من دراسة سبل وإمكانية الرد بعد وقف العدوان أو في حالة استمراره خصوصا ومن حق اليمن أن تطالب باسترجاع الأراضي المغتصبة من قبل مملكة آل سعود والمتمثلة بعسير ونجران وجيزان وشرورة والوديعة على أن تكون تلك المطالبة في البداية سلمية وفي المحافل الدولية وعلى أساس اللجوء إلى القوة لاستعادة تلك الأراضي وتحرريها كمبرر موضوعي مقنع خاصة وستثبت الأحداث وتؤكد حقيقة ثابتة لا مجال من التشكيك فيها أو التقليل من أهميتها وهي أن آل سعود ستذهب إلى خارج التاريخ غير مأسوف عليها لأنها صناعة يهودية نصرانية بكل المقاييس والتقديرات وستبقى اليمن كحالة طبيعية لن تقود الجزيرة العربية فحسب ولكنها ستقود العالم كله وليس ذلك محض افتراء وإنما تجسيدا لحقائق التاريخ والجغرافيا وما العدوان السعودي الأمريكي الأ تأكيدا لحقيقة أن اليمن حالة طبيعية وأن هذا الضجيج الذي يمارسه العسيري وغيره ليس إلا طفرة آنية فرضتها صناعة انجليزية لايمكن أن تستمر في جزيرة العرب.