الجزائر التي نعرفها

لم يفاجئني إطلاقا موقف الشقيقة الجزائر من رفض المشاركة فيما يسمى بالتحالف العربي حيث أني عشت في الجزائر فوجدت حب العروبة يسري في الدماء الجزائرية ووجدت أن حبهم لليمنيين كبير وذلك لأن كل جزائري يعي أن أصله العروبي هو اليمن ولهذا فلن يشارك في ضرب موطنه الأصلي. كلما احتفل الشعب الجزائري الشقيق في الخامس من يوليو من كل عام بعيد الاستقلال الخالد عن فرنسا أعادوا لنا صور إرغام المحتل الغاصب بالرحيل عن أرضهم بعد احتلال دام 132 عاما عاش خلاله الشعب الجزائري شتى صنوف العذاب والمهانة .
فالاحتلال الفرنسي لم يكن كغيره من الغاصبين لقد حول الجزائر إلى قطعة تابعة له ولم يكتف بنهب خيراتها بل ذهب إلى ابعد من ذلك حيث استحل من أجل بقائه استباحة الأعراض والأموال وقام بطمس الهوية الوطنية وتمادى إلى محاولات عديدة في إلغاء الدين عبر تحويل المساجد إلى كنائس.
إن ما حققه الشعب الجزائري البطل في الخامس من يوليو من طرد المحتل الفرنسي ليتوج المجاهد الجزائري بذلك ثورته المجيدة باستقلال بلاده من محتل حول أرضه لمقاطعة تابعة لفرنسا فعلى مدار 132 عاما مارس المحتل أفظع أنواع النهب للثروات وسخر كل الإمكانيات لخدمته فقط في ظل حرمان كامل لأهل الجزائر الأحرار .
إن الاحتلال الفرنسي الذي جثم على أرض الجزائر الحرة ابتداء من عام 1832م لم يكتف كما قلت باستهداف الأرض والثروات فقط بل ذهب حقده على تراث الجزائريين ليطمس هويتهم العربية والإسلامية عبر فرض لغة المحتل واستبدال اللغة الفرنسية عوضا عن لغة القرآن ولغة الضاد ولكن هيهات لمخطط كهذا أن ينجح في بلد جعل أهله الإسلام عقيدة راسخة والعربية لسانا خالدا ولهذا فقد ذهب كل مخطط فرنسي لعين إلى مزبلة التاريخ تحت أقدام المجاهدين الذين ضربوا أروع أمثلة الفداء والتضحية لهذا كله يعد هذا التاريخ ميلادا حقيقيا للجزائريين الذين جاهدوا لتحرير الأرض وبناء الإنسان وإعادة الهوية وترسيخ التسامح وهو ما حصل لهذا فينبغي ألا يمر الخامس من يوليو مرور الكرام بل يجب أن يقف عنده كل عربي غيور على أمته يبغض شتى أنواع الاحتلال
اليمنيون سيظلون يذكرون وقوف أشقائهم الجزائريين إلى جانبهم في أحلك الظروف فقد ساهم الشيخ الفضيل الورتلاني عند مقدمه إلى تعز أتيا من عدن ساهم في بلورة أفكار الثوار اليمنيين في ثورة 1948م وان لم تنجح حينها إلا أنها كانت الشرارة إلي قادت إلى قيام ثورة 26 من سبتمبر 1962 في شمال الوطن والتي تبعتها ثورة 14 من أكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني.
وما إن أعلنت الجمهورية العربية اليمنية حتى كانت الجزائر أول بلد يفتح سفارة في صنعاء بعد أن ساهم جيش جبهة التحرير الجزائري في تدريب الثوار اليمنيين في جبال لأوراس البطلة لن ننسى مشاركة فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه شخصيا في احتفالات بلادنا بالعيد العاشر للوحدة المباركة وذلك إيمانا من الجزائريين بعظمة الوحدة اليمنية – التي تحققت في عهد الأخ علي عبد الله صالح-الرئيس السابق- ومعه الشرفاء من أبناء اليمن الذين لولا دورهم لما تحقق هذا المنجز الخالد ولكونه كذلك فالجزائر تحرص دوما على أمن واستقرار ووحدة اليمن أرضا وإنسانا..
إن المتتبع للسياسة التي تنتهجها الجزائر منذ استقلالها وحتى الآن سيجدها تدعوا إلى السلام البعيد عن السيطرة فهي ما زالت الشوكة ضد الصهيونية بكافة أشكالها وهي مازالت تدعم حق إخوتنا الفلسطينيين وتمدهم بكل شيء حتى تقام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف فالجزائر لم تغير مواقفها من أشقائها العرب بل زادت روابط الألفة والتواصل معهم وذلك لإيمانها الراسخ بعدم التدخل في شؤون الغير بعكس دول عربية أخرى سخرت أموالها وللأسف الشديد في إضعاف أشقائها.
فثورة كالثورة الجزائرية واستقلال كاستقلالها لا تنسى ولن ينساها الخيرون في العالم ونحن من بينهم لأنها خلقت بلدا عملاقا وشعبا متعلما وثقافة عربية إسلامية راسخة يحق لنا أن نفاخر العالم بها ولهذا ستبقى عيد الاستقلال الجزائري خالدا ليس فقط في عقول الشعب العربي بل وفي أفئدتهم فما إن يذكر حتى يستحضر المجاهدون في كل مكان عظمتها ونبلها فهنيئا للجزائريين احتفالاتهم بثورة بالذكرى الخمسين للاستقلال ودامت الجزائر وبقية الدول العربية حرة أبية مستقلة والمجد والخلود لشهداء الأمتين العربية والإسلامية الأبرار.
شكرا للجزائر موقفكم المشرف برفض ضرب اليمن وانتم لستم بحاجة الى شكري فرفضكم نابع من كونكم تقدرون بأن ضرب العربي من العربي والمسلم من المسلم حرام وإنكم دعاة حوار لكون الجميع سيعود للحوار مهما اشتدت المعارك.. وما الدماء التي تسيل هذه الأيام في كل ارض يمنية سواء من الضرب الداخلي أو الاحتراب الخارجي إلا من خلال تصفية مصالح الخارجية على الأرض اليمنية وتعرف الجزائر كل ذلك ومن هنا جاء موقفها الذي هو ثابت في سياستها الخارجية بعدم التدخل في شؤو

قد يعجبك ايضا