كلنا نقول (لا للإرهاب)

حياتنا أغلى مانملك وهي ملكنا ولذلك كفل الله لنا حق الحياة وجعل قتل النفس المؤمنة بغير حق كقتل الناس جميعا قال تعالى (ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا) وبالتالي فلا يحق لأحد أن يسلب حياة أحد كنا نسمع نادرا عن قضية قتل شخص يقوم بقتل شخص من أجل نزاع على أرض أو ما شابه ذلك ولكن اليوم حدث ولاحرج, جرائم قتل تشيب لهولها الولدان وكأننا نعيش قصصا خيالية لا واقعية فعندما يتم قتل مائة جندي وفي لحظة واحدة وبعملية إرهابية واحدة كما حدث في السبعين فهنا الكارثة والمصيبة الكبرى وعندما يتم تفجير متظاهرين أبرياء بما فيهم الأطفال كما حدث في ميدان التحرير فهنا كارثة ومصيبة أخرى وعندما يتم تفجير مجموعة من الطلاب في كلية الشرطة وهم على وشك تسجيلهم في الكلية فهنا كارثة ومصيبة أخرى ولكن ما لم يكن في الحسبان ولا يخطر على بال ولا يتوقعه الخيال ما حدث يوم الجمعة من تفجيرات إرهابية في بيتين من بيوت الله وهما مسجد بدر ومسجد الحشحوش ووفاة ما يقارب 150 فردا.
إنهم ليسوا صهاينة وليسوا مجوسا اقتحموا مساجد المسلمين حتى يتم تفجيرهم إنهم مسلمون دخلوا بيت الله لأداء فريضة صلاة الجمعة ولم يسبق ذلك الفعل الشنيع أي فعل مشابه له والمصيبة أن ذلك يحدث على الأرض الطيبة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله (بلدة طيبة ورب غفور)  هذا البلد الطيب بلد الرسالة والمحبة والتسامح والإخاء أصيب بداء الطائفية والمناطقية والتعصبات الحزبية والسياسية, مع الأسف الشديد هذا البلد المسلم والطيب وبطريقة متعمدة تم فيه خلق الفوضى وافتعال ثقافة الصراعات وتوغل ثقافة الأحقاد والكراهية مما ساعد على انهيار نظام الحكم وفشل الحكومات وهذا أدى إلى خلخلة الأمن والاستقرار وأوجد بيئة مناسبة لنمو الإرهاب وانتشاره وها نحن ذا نعيش مآسي وأحزان ما خلفه الإرهاب في بلادنا والذي عمل على زرع الخوف والقلق لدى الجميع وصار الجميع لا يأمنون على حياتهم في الشارع وعلى الباصات وفي المستشفيات وفي المعسكرات وفي الميادين وأخيرا في المساجد.
إن تلك الجريمة الشنعاء لا يقبلها عقل ولا دين ولا منطق ومن وجد فينا من يبرر ذلك العمل الشنيع بسبب اختلافه مع أنصار الله فليس بمسلم لأن أولئك الضحايا الأبرياء بما فيهم الأطفال لم يكونوا يشكلون جناحا مسلحا أو جماعة إرهابية أو حزبا سياسيا بل كانوا مسلمين فقراء دخلوا بيت الله ومن دخل بيت الله فهو آمن دخلوا المسجد للصلاة وبالتالي فهذا العمل الشنيع أبكى القلوب القاسية والأعين الجامدة.
إن الإرهاب شر مستطير وكارثة يجب محاربتها واستئصال جذورها حتى نعيش بأمان في وطننا وفي بيوتنا وفي مدننا وقرانا وفي كل مكان.

قد يعجبك ايضا