حقائق مغيبة.. هادي والمتباكون على الشرعية
كان السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية أكثر من مصيب وهو يصف عبدربه منصور هادي بالدمية, فهو خير وصف يمكن الاستدلال عليه بسهولة جدا من خطابه الأخير سيئ الصيت .
لا أقصد الأخطاء اللغوية وعدم استقامة الأداء هذه الاشياء باتت مألوفة فالرجل على مدى ثلاث سنوات وهو ذبح اللغة ونصب لها مشانق الإبادة بلا رحمة.
ما أقصده التناقضات الكبيرة التي وقع فها الرجل فلقد كشفت لكل ذي بصيرة أن الخطاب قدم من خلف الحدود أو أن من صاغ الكلام تلقى المفردات واسند إلى هادي دور القراءة والظهور على شاشة التلفزيون .
ومن تابع الخطاب لاحظ أن الرجل من حيث علم أو لا يعلم نسف المنجز الوهمي الذي أخرس الاسماع به على مدى ثلاث سنوات المتمثل في إعادة هيكلة الجيش والأمن.
من التناقضات المخيفة في الخطاب المباهاة بدور ما أسماها اللجان الشعبية مقابل التباكي على السلطة الشرعية ومؤسسات الدولة المختلفة وهو يعلم علم اليقين أن العشرات من أفراد اللجان ينتمون إلى ما سمي بتنظيم أنصار الشريعة على رأسهم المدعو عبداللطيف قائد هذه اللجان الذي سبق أن أدانته اللجنة الأمنية العليا كما وسبق لهادي نفسه أن وصف أعضاء هذه اللجان بأعداء الدين وأعداء الوطن على رؤوس الأشهاد وأن 70% من أفراد هذه اللجان أجانب قدموا من خارج الوطن.
أما ثالثة الأثافي التي لا يقبلها الفعل فهي أن الرئيس هادي يتباكى على الدولة في الوقت الذي يغرق فيه مدينة عدن الباسلة بالآلاف من الميليشيات القبلية المخترقة من القاعدة التي لم يكتف بوجودها المزعج لكنه أعطاها الحق لاستباحة معسكرات قوات الأمن والجيش المرابطة في عدن ولحج وأطلق يدها لتمارس أنواع السلب والنهب والخراب والدمار والقتل والإقدام على جرائم بشعة لا تمت إلى الإنسانية بأدنى صلة ناهيك عن الاختطاف والتنكيل والفرز المناطقي للانزلاق بالبلاد إلى مربع الفوضى والعنف والصراع … والسؤال هنا عن أي دولة يتحدث هادي ¿¿!! أليست تناقضات مريبة تكشف الوجه الحقيقي لقبح الرجل وعن أي شرعية تتباكى عليها القوى السياسية في ظل الارتهان المشين واستدعاء الآخرين لاستباحة سيادة الوطن وانتهاك كرامة أبنائه .
المعطيات التي أسلفت بقدر ما كشفت بعض ملامح الرجل وحالة التناقض لديه فإنها بالمقابل أسقطت أقنعة الزيف وأظهرت حقيقة هامة مفادها أن الوجع الغائر الذي استشرى في جسد الوطن خلال فترة حكمه الماضية يعود إلى ضعف تكونه وافتقاده لإرادة الفعل وانعدام مقومات الولاء الصادق للوطن مما جعله مطية للانقياد وسهل على قوى التآمر وأصحاب الخطط المشبوهة استقطابه الى موضع الريبة والإمعان في التآمر على الوطن والتعامل بأساليب ملتوية مع القوى السياسية في الوطن بحيث لم يسلم من تآمره حتى رفاق سلاحه المقربين إليه مثل الشهيد المناضل سالم قطن استنادا الى معلومة سمعتها من قائد عسكري أفصح عنها في فترة التصفيات الجسدية التي طالت عددا من القادة العسكريين المنحدرين من المناطق الجنوبية والشرقية كان الرجل تحدث بثقة العارف ببواطن الأمور .
الحقيقة إن لم آخذ المعلومة على مجمل الجد لحظة سماعها بالذات عندما تطرق الى التصرفات المشبوهة لجلال نجل الرئيس هادي وعلاقته القذرة بما يسمى تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة مؤكدا أن الهدف تقويض الدولة واشاعة الفوضى وهذا الامر اختلف تماما بعد سماع الخطاب وما سبقه من الممارسات .
بالعودة الى مشهد المسرحية الانتخابية الهزلية التي جاءت بالرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي الى الحكم يتضح صواب موقف القوى السياسية التي قاطعت تلك الانتخابات وفي المقدمة أنصار الله, وفصائل الحراك الجنوبي باستثناء حزب الاصلاح والقوى المتنفذة العسكرية والقبلية أجزم أن ملايين المواطنين أقدموا على انتخابات هادي مكرهين استنادا الى فقه الضرورة والقاعدة المعروفة دفع الضرر مقدم على جلب المصالح استنادا الى حملة التهويل من قبل وسائل الإعلام المشبوهة وخطابها الانتقامي المحموم المروج للفتنة والحرب الأهلية اضطر الناس الى التغاضي عن عدم مشروعية الفعل والتمسك بأمل طفيف تعلق بالرجل وقدرته على دفع المخاطر وصون الأمن والاستقرار .
ما يؤكد هذه الحقيقة أن المدعو علي محسن الأحمر بادر إلى احتواء هادي واخضاعه لإرادته الشخصية لأنه من صنعه واختاره بعناية من عشرات الضباط الذين خرجوا من عدن عقب احداث 31 يناير عام 1986م من أسباب اختياره أنه – إمعة – ضعيف ينفذ ما يملى عليه .
من المفارقات العجيبة التي عرفها معظم الناس أن هادي كان مجرد صورة مجملة لديكور الدولة عندما تعين نائبا لرئيس الجمهورية فيما كان علي محسن النائب الفعلي.
تصل هذه المفارقات حد المهزلة أن الرجل وهو في نفس الموقع كان علي محسن يمن عليه باعتماد شهري قدره ثلاثة ملايين ريال شأن