انتهى زمن المناورة..والوطن الآن يغرق.. فهل تتركونه¿!
يا كبراء اليمن..
يا عقلاؤها..
يا نخبها المؤثرة..
يا من يتصدرون مشهد اليوم..
إن لم تكونوا تحسون بما يعانيه كل اليمنيين وما ينتابهم من قلق وأرق وحزن على وطنهم, وإن تكن قلوبكم قد قست واستهويتم هذا الانقسام المريع وهذا التصلب في الآراء فإننا ندعوكم إلى تدارك الأمر في هذه اللحظات الحرجة التي لم نشهد لها مثيلا من قبل, وذلك بأن تجتمعوا على كلمة سواء في حوار آني وحلول عاجلة تقطع الطريق على من يريد أن يحول الوطن اليمني إلى بحيرة من الدم المسفوح والاقتتال الذي تحركه نزعات بغيضة, ولا يكون المنتصر فيه سوى قوى الشر التي تريد أن تجلس أمام شاشة التلفاز مسرورة بمشاهد العنف والدمار التي تجتاح اليمن, في حين هي وأوطانها تنعم بكل خيرات الحياة وتعزز سيرها نحو المستقبل.
لستم جهلاء ومغيبين حتى نقول لكم: نحن أمام خطر داهم سيدفع ثمنه كل يمني, مثلما دفع ثمنه كل عراقي وكل سوري وكل ليبي, ولا حل سوى أن تقطعوا الطريق على هذا الانزلاق بالوفاق الذي سيمنح الدولة بكل مؤسساتها فرصة للثبات والنهوض من العثرات, وسيمنحها القوة والفاعلية التي تستطيع بها أن تواجه كل أنواع المؤامرات التي تحاك ضد اليمنيين ووطنهم.
أنتم أكثر منا معرفة بأن الأخطار والمؤامرات لا يفشلها ولا يهزمها سوى كيان الدولة التي تستقوي بكل أبنائها, وبمبادئها وقوانينها العادلة التي تكفل جميع الحقوق لجميع الناس, مثلما أنها تلزمهم بواجبات نحوها, وبهذا تنمو الأوطان وتقوى وتزدهر.
ألا من يرق لهذا الوطن المغدور..
في ظرف 3 أيام يجري استهداف إنسان يعبر عن رأيه بقلمه هو الصحفي الأستاذ عبدالكريم الخيواني رحمه الله, ثم تتفجر المواجهات بمدينة عدن ثغر اليمن الباسم وتسفر عن قتلى وجرحى, ثم تتفجر مواجهات أخرى في محافظة مأرب, وحين اطمأنت قوى الشر أن اليمنيين في هذه اللحظة مشغولون ببعضهم انتهزت الفرصة لتفعل فعلتها وتصب الزيت على نار الفتنة لتزداد اشتعالا, وهو ما تمثل في استهداف أناس آمنين في بيت من بيوت الله, ويسقط عدد كبير من الضحايا.. يسقطون في يوم الجمعة الذي هو يوم السلام والتصالح ورمز النور والصفاء والحب, ولذلك حبب الإسلام أن يرتدي فيه المسلمون اللون الأبيض تعبيرا عن كل هذه المعاني السامية ..ولكن أين قوى الشر من هذه المعاني¿!
كل هذه المآسي في 3 أيام..
أحداث وفظائع يذوب لها الصخر فكيف بقلوب اليمنيين الرقيقة وأفئدتهم اللينة¿!
وطن ينزف, يئن, يصيح, يستغيث..
أفلا يكفي هذا لأن تسارعوا في إنجاد هذا الوطن الغريق .. هذا النزاع الذي أنتم فيه, وهذا الصراع المحموم على السلطة ألم يجلب لهذا الوطن الفشل¿! تذكروا قوله الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
أما نحن البسطاء فلا نملك إلا أن نسأل الله أن يحقن دماء اليمنيين وأن يهزم كل من يريدهم ووطنهم بسوء, وما ذلك على الله بعزيز.