أين الحكومات السابقة من مخربي الكهرباء¿ ¿
شهدت بلادنا خلال السنوات الماضية تعاقب الكثير من الحكومات وإن اختلفت الأسماء من حكومة وحدة وطنية إلى وفاق إلى كفاءات إلى غيرها من الأسماء التي تصدرت بها تلك الحكومات وسائل الإعلام.. ولكن هناك معضلات كثيرة لم تقف عندها تلك الحكومات بقوة.. ومنها قضية تخريب الكهرباء الوطنية التي أصبحت في حالة يرثى بل هي الآن تعتبر فنيا خارج الخدمة جراء الصدمات القوية التي تعرضت لها أمام أعين ومسامع كل الحكومات… ويبدو بأن دموع رئيس الوزراء السابق باسندوة كانت هي السلاح الوحيد بيد حكومته وعنوانا لبقية الحكومات المتعاقبة.
أين الدولة ممثلة بمجلس وزرائها كجهة تنفيذية من مخرب للكهرباء بات يتحداها ويؤرق حياة مواطنيها¿¿ استغرب كيف كانت تخرج علينا مجالس الوزراء بتحذير شفوي للمخربين بينما المخربون يردون يدويا وقبل أن يجف حبر التوجيه والله إن الأمر محير ولا ندري أيهما أقوى المخربون أم الأجهزة الأمنية¿¿ سؤال أصبحت إجابته راسخة لدى المواطنين.
المواطنون سواء كانوا أصحاء أو مرضى في مناطق جبلية أو بحرية لا يريدون خطبا رنانة من الجهات المسؤولة ولا يريدون أن تحمل الحكومة هذه الجهة أو تلك مسؤولية ما يحدث بل يريدون دولة تستطيع ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة إن ما يحدث اليوم من إطفاء للكهرباء طال الوطن بأكمله واعتداءات متوالية في ظرف متقارب يدل بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة عاجزة وفقدت السيطرة تماما في هذا المجال بالذات فلا هي قادرة على ضبطهم ولا هي مستطيعة منع اعتداءاتهم المتكررة.
هناك من يريد إحراج حكومة الوفاق من خلال تكرار الأعمال التخريبية ولكن الحكومة بدورها لم تقم بما يجعلها -اقل شيء – ندا لهم بل استطاعت هذه الأعمال الإجرامية أن تقزم الدور الحكومي وتجعله في حال العاجز حاله حال أي مواطن مسكين لا يستطيع إلا أن يقول حسبي الله ونعم الوكيل.
لا نريد من حكوماتنا أن تمارس دور المتفرج بل عليها أن تضرب بيد من حديد وأن تظهر القوة في وجه هؤلاء وان تتذكر إن أخذتها الرحمة بهم كيف يموت المرضى في المشافي وكيف تتوقف الحياة من هكذا أعمال لا يقوم بها إلا القتلة الذين يستحقون القتل جزاء لما يقومون به.
أكتب الآن وأنا أخاف أن تنقطع الكهرباء قبل أن أنهي مقالي ولهذا سأختصره قدر الإمكان حتى لا يداهمني الظلام فأنا لم أعد أخشى من الانقطاع بل أخاف من عودة الكهرباء لأنها سرعان ما تودعنا وداع الخجول… اليمنيون يتمنون من الدول الشقيقة والصديقة مد يد العون في إنشاء محطات تستطيع أن تلبي احتياجات المواطنين ولكن ذلك لا يعفي حكوماتنا الموقرة من بسط نفوذها على كامل التراب اليمني والضرب بيد من حديد ضد من يسعى للتخريب وإزهاق أرواح الآمنين لا لشيء سوى لإرباك المشهد السياسي والسعي إلى تفتيت البلد والتضييق على المواطنين.. دام الوطن آمنا موحدا ولا سلمت أيادي المخربين أينما كانوا… دمتم إخواني في نور ودام المخربون في ظلام الدنيا والآخرة
.نائب عميد كلية التربية والعلوم بجامعة البيضاء