العقبة الكأداء أمام الانفراج الحقد والبغضاء

كان الحقد دائما أقوى من العقل! وأضر بالإيمان والحكمة ! وأبطش بالنفس البشرية حين يتسلل إليها عنوة بقصد أو بدون دواع محرضة وهو أفتك بالذات وبالشخصية الإنسانية حين يتغول عليها ويتحول وحشا متسلطا ويستوطن في النوايا والأعمال والتصرفات بفعل الأدوات والأساليب المثيرة والمحرضة أيا كانت إعلامية أو سياسية أو اجتماعية !!
ومع ذلك فإن الحقد مرض عضال لدى بعض البشر.. فهم يحقدون لأسباب بسيطة ودواعي مختلقة ولأعمال تحريضية ونتذكر فكرة الحقد المقدس التي كانت تغسل بها أذهان وعقول الأبرياء وتعبأ بها نفوسهم ضد كل الطبقات في المجتمع وهناك من البشر من يحقدون على أي شيء! وعلى كل شيء وليس هذا مجال الحديث عنهم ! !
والسؤال هنا كيف يمكن أن ينتصر العقل الإنساني على الحقد ولا يقع فريسة الضغائن ¿¿ وكيف يمكن إحياء مشاعر المحبة والأخوة الفطرية والإنسانية ¿¿ وكيف يمكن لنا بإرادة ذاتية أولا ومن ثم بوازع ديني ووطني بل وإنساني أن نرشد أعمالنا وكلامنا وسلوكنا وخطابنا الإعلامي والسياسي في سبيل النجاة بوطننا وأنفسنا وحياة شعبنا من مغبة بث الأحقاد والكراهية ¿¿¿
لا شك بأنه ليس بالأمر السهل وخاصة في ظروف الاعتلال الاستثنائية ! غير أنه كثيرا ما يتم بالإرادة الإنسانية المدركة لمخاطر الأحقاد والضغائن على النفس البشرية ذاتها وعلى المجتمع وعلى الحياة بكاملها وبالحرص على استثمار الظروف المواتية وبشائر الاستعداد المتوفرة لدى الإنسان بفضل سجيته الخيرة وفطرته السوية وشخصيته المتسلحة بصدق الإيمان وصدق الانتماء للوطن والشعور بالمواطنة الحقة مجسدة بالأخوة الإيمانية والوطنية والتحرر من كافة النوازع والنعرات  والتوجه نحو التسامح والتصالح وإبرام الاتفاقات التي يمكن استثمارها على أفضل ما يكون  بداية بمواصلة التفاهم والحوار وتكثيف اللقاءات المخصصة لذلك في أجواء التفاؤل وحسن الظن من أجل تصفية النفوس وتمكين العقل من أن يقوم بدوره في الانتصار على الأمراض النفسية والطبائع الفاسدة وكل التأثيرات المنوه عنها  !!!
فالعقل من مكتسبات الإنسان  وبكمال العقل يتحقق كمال الإنسان وكمال العقل لا يتحقق إلا بتحرر الإنسان من الطبائع الشريرة ويكون قادرا على التحكم في غرائز النفس المتهورة ! وإلا فإن العقل يعيش في حالة هزيمة مستمرة..ويعيش صاحب العقل المهزوم  في حالة انتكاس دائما وليس هناك ما هو أخطر من الحقد الشخصي الذي يصيب بعض البشر فيدفعهم إلى التحرش والتهجم والعدوان على غيرهم لا لشيء و لا لسبب إلا أن يكون الحقد نفسه !
وما أسهل أن نجد الأدلة والبراهين حول تمكن الأحقاد والضغائن وصور البغضاء من حياتنا عموما والسياسية بصورة خاصة كما في المشهد الماثل والمرعب اليوم للأسف الشديد والتي ازدادت ضراوته خلال الأربع سنوات الماضية وكما هو ماثل في ذلك الكم من الحقد الخطير والمتفاقم الذي تبثه وتنشره الوسائل الإعلامية المشاهدة والمسموعة والمقروءة وعبر الشبكة العنكبوتية ? إنني ومعي الملايين نتساءل في كل لحظة كيف يمكن أن ينجح الحوار أو يصل الموغرة نفوسهم وصدورهم إلى أي اتفاق قابل للتنفيذ والجميع يصطلون بنيران التخوين وبث الكراهية ويسوطون  (بكرابيج) القدح والذم والسباب أو التحريض على بعضهم البعض !!!
لا أريد أن أستطرد في استدعاء الشواهد بعينها أو في طرح الأسئلة الإنكارية وهناك مطبخ خطير بسعة الوطن الحزين والمريض ينتج ذلك السم وبعدد الوسائل الإعلامية الملوثة بالحقد وسرطان الضغائن والتي تبث سمومها كل يوم بل وكل لحظة دون رادع من إيمان ولا حكمة ولا عقل ولا أخلاق ولا مهنية !!
وللأسف الشديد يتزاوج هذا المشهد الإعلامي مع خلاصة الصورة في المشهد السياسي السلبي المتأرجح والمتقلب والمشوه للعمل السياسي برمته ولأداء بعض الأحزاب والمكونات السياسية المغرمة بتكدير الحياة وتخريبها مع إدراكها بل ويقينها بأن الأمور لن تستقر أو تصل إلى حوزتها مع تواصل الصراع فضلا عن لامبالاتها بما سوف يؤدي إليه الاحتراب أو الصراعات التي يتم ألتأجيج لها بإثارة النزعات  المناطقية والطائفية والمذهبية مع العجز عن قدرة القراءة لما يمليه الواقع المعيشي المتدهور في بلادنا بصورة واضحة وشعب صار نصف تعداده يعاني من ضائقة الفقر ووطأة الجوع !!!
 وتجاهل الفهم والإدراك  بأنه لا يمكن مطلقا لطرف أي طرف كان وأيا كانت صفته أو قوته أن تستقر بيده مقادير الأمور بعد أن هدى الله الجميع إلى اتفاق السلم والشراكة والذي جاء بمحض مشرط الحكمة اليمانية ليغلق المنحدرات وينتصر للمصلحة العامة العليا للشعب والوطن!!!
وكانت اللحظة التاريخية تتطلب في حينه السير قدما في الالتزام الصادق بكل محتواه الاتفاق والحرص من قبل الجميع على العمل به و تنفيذه !!!
الأمر الذي لا نجد مع وصول سوء الأحوال إلى ما وصلت إليه إلا التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالتوسل والدعاء بأن يشفي القلوب والنفوس المبت

قد يعجبك ايضا