لحظة يا زمن.. حريتي حرية لكل الناس
ولم أولد وعندي فهم للحرية فلقد ولدت حرا.. قدر معرفتي عن الحرية كنت حرا أن أجري في الحقول قرب كوخ والدتي وحرا في أن أسبح في القناة الصافية في قريتي وأمارس النشاطات الصبيانية الأخرى.
ولكن في “جوها نسبرج” رأيت ببطء ليس فقط أنني لست حرا بل إن جميع من هم في لوني لا يتمتعون بالحرية والتحقت بالمؤتمر الوطني الأفريقي وعند ذلك تبدل فهمي لحريتي بفهم أكبر لحرية شعبي.
وكان خلال تلك السنوات الطويلة الوحيدة أن تحول فهمي لحرية ناسي إلى فهم لحرية كل الناس بيضا وسودا فقد كنت أعلم أنه لا بد من تحرير الظالم من الكراهية والتحيز وضيق الأفق.
وحينما خرجت من السجن كانت مهمتي هي تحرير الظالم والمظلوم وقد يقول البعض أنه قد تم إنجاز ذلك ولكني أعلم أن هذا غير صحيح فقد خطونا الخطوة الأولى فقط على طريق أطول وأصعب فلأن تكون حرا لا يعني فقط أن تلقى بقيدك لكن أيضا أن تعيش بطريقة تحترم وتعلى من حريات الآخرين.
هامش
نيلسون مانديلا من كتابه “مسيرة طويلة نحو الحرية” ترجمة فاطمة نصر.