الدعوة إلى نشر ثقافة التعايش والقبول بالآخر
لطالما حذرنا وقلنا بأن التعصب الأعمى أو التشدد أو التطرف المذهبي هو في أصله يقوم على ثقافة الكراهية وزرع الأحقاد والعمل على نشر الفتن وكذا الانفراد بالرأي وعدم قبول الآخر.
ولعل الجميع بات على علم أو دراية أن ما يحصل اليوم من تمزق للمسلمين والإسلام وقتل فيما بينهم يعود سببه إلى الجهل وضعف الثقافة الدينية لدى المجتمعات وغياب ثقافة الحوار التي حلت مكانها ثقافة الاتباع الأعمى لأقوال وأفعال أشخاص أو جماعات إرهابية متطرفة أو متشددة.
إن الدين الإسلامي وبتعاليمه السمحة يعلمنا أن الخلاف في الرأي شيء طبيعي وأمر وارد, لكن أن يفضي ذلك الخلاف إلى التصارع أو التقاتل فهو أمر لا يجوز أبدا.
الأهم من كل ذلك أن الدين الإسلامي يدعونا إلى الوسطية والاعتدال, بل إن هذا الدين دعانا إلى رص الصفوف وتعزيز الولاء الوطني وقمع التعصبات المذهبية, أما الأمر الثالث فإن الدين الإسلامي ما جاء إلا لنشر بل وإرساء قيم التسامح والتصالح والمحبة والإخاء, وكذا الدعوة إلى نشر ثقافة التعايش والقبول بالآخر.
اليوم أجدني مرغما على قول أو كشف الحقيقة التالية : أن الفتنة الطائفية والعداوة المذهبية عبارة عن مؤامرة كبرى توظف لتحقيق أهداف متعددة للأعداء من الخارج وعملائهم بالداخل.
نعم فالأعداء بالداخل أو الخارج ليس لهم أي عمل إلا إلحاق الضرر باليمن وكل الدول العربية.
الأعداء في الخارج أو الداخل كل همهم تفتيت أو تمزيق وحدة وتماسك المجتمعات العربية وزرع الفتنة والبغضاء بين مكوناتها وشرائحها المختلفة التي تعايشت كل تلك القرون بحب وسلام وتآلف ووئام.
أقول لكافة القوى السياسية : الوطن ليس ملكا لحزب أو طائفة أو جماعة أو قبيلة, الوطن ملك لكل أبنائه, فالواجب على كافة القوى أن تفهم جيدا أنه لا مجال للعب بالنار وتعريض مصير شعب ووطن بغية تحقيق مصالح حزبية أو طمعا في السلطة.
ها نحن ندعو كل أبناء الوطن الواحد الموحد إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة, فالتوحد فيه القوة لنا جميعا, والتفرق هو الضعف أو الانهيار الكامل للكل.
اليمن بوحدته العظيمة سيبقى قوة ستكبر بالتنمية والإصرار, كما سيكون عامل استقرار بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وكثافته البشرية.
لنهتف دائما وأبدا : نعم لليمن ووحدته وأمنه واستقراره, نعم للمحبة والإخاء.
لنسمع العالم كله : اليمن بلد الإيمان والسلام, اليمن يرفض كل التدخلات الخارجية في كل شؤونه.