هل هي الخريطة الأسوأ عربيا ¿

خالد الصعفاني

.. افتتح هذا التناول بسؤال يضرب رأسي منذ أسابيع بقوة عشر درجات على مقياس الزلازل ريختر : هل الخريطة العربية تشهد ميلادا جديدا تتشكل فيه القوى والدول وحتى المجتمعات بالصورة التي تخدم أي طرف وأي قوة إلا الدول والمجتمعات العربية نفسها ¿..
.. دول الربيع العربي كما أصبح معلوما غدت حقول التجارب وغدت مجتمعاتها بالفعل هي فئران التجارب تلك , ولهذا لم يدفع أحد بعد أربع سنوات دامية من الربيع الانفجاري الذي يتفجر منذ أربع سنوات إلا أطفال واسر ومستقبل هذه البلدان .. الحديث هنا عن سوريا وليبيا , ثم اليمن ومصر بمستوى اقل ..
.. دول الربيع تعيش التشظي الحقيقي بفعل قوى أصبحت مستبيحة لكل فجور ومواجهة .. لا يأتيها الوحي طبعا من الهواء بل من قوى وأطراف دولية أو إقليمية وهنا تكمن المشكلة ..!
.. في المقابل هناك دول أخرى تدعم الربيع  .. تقدم لرجالاتها في بلدان الربيع المال والسلاح والإعلام .. تنفخ في كل ما يؤجج ويطيل الصراع ما مالت الكفة على حلفائها ..!
.. في سوريا تبعثرت البلاد منذ أربعة أعوام وصدأ جهاز عد الضحايا عن العد فتوقف .. واليوم سوريا مرتع لقوى الغواية والضلال من كل العالم .. وفي ليبيا تم تقسيم ما تم تقسيمه بعد الثورة على معمر القذافي , وها هي الأطراف تشعل البلد نارا لا تبقي ولا تذر والضحايا ليبيا والليبيون .. وفي اليمن جرت المواجهات المحدودة وفعلت الحكمة اليمنية والطاف الله دورهما في تهدئة الوضع .. لكن نار الفتنة لا زالت تحت الرماد والنافخون في كيرها الكريه كثر من أهل الداخل وأهل التحريض من الخارج ..! وفي مصر استقرت الأحوال قليلا لكن الفصام حاصل بين طرفين لا يريد احدهما التنازل من اجل الوطن فبقى الضحايا وقود تلك التنازعات وبصورة يومية ..! وفي العراق رغم عدم وجود ربيع تغيير إلا أن المشهد نفسه يجري ومنذ 13 عاما ..
.. الغرب كعادته يترقب من بعيد .. وفقط ينتظر الغالب ليقول هذا يناسبنا طالما تحالف معنا لمحاربة الإرهاب .. والدول القريبة ذات المصلحة تحرك خيوط المواجهات من بعيد حينا وتتنابز بالألقاب أحيانا أخرى .. لكن الوقود اليومي للصراع هم أبناء تلك المجتمعات ولا أحد غيرهم ..
.. دول مستقبلها عند الله .. وواقعها الحالي مفتوح على احتمالات التقسيم وإعادة الرسم وفقا لتفاهمات وقوى الطائفية التي كانت دفنت منذ عقود بعد الاستقلال العربي .. هي خريطة جديدة يتم رسمها ورغم أن ملامحها بدأت إلا أن الشكل الأخير لها لم يقره صاحب الأمر والنهي..

أخيرا :
.. الدول العربية في مفترق تاريخي غير مسبوق .. هو التحدي الأكبر منذ الاستقلال الوطني .. دول تستعر فيها النيران .. ودول تنفخ في اللهب .. ودول أخرى ترى نفسها غير مهتمة بما يجري وعلى طريقة ” أنا رب ابلي” ..!

قد يعجبك ايضا