لحظة يازمن .. لا جديد .. يا صاحبي

محمد المساح

..هذا زمن الربش يا صاحبي.. فلا تبتئس. ارتبش مع نفسك.. إذا لم تجد مع من ترتبش..!
ويجيب صاحبي:
– سوى.. سوى.. نحن مربوشين ياصاحبي ومكعونين ومدغولين منذ بشرونا أصحاب العولمة – “الله يقصف أعمارهم كما قصفوا أعمارنا” – بحكايات السوق الحر والمفتوح “الله لا فتح لهم رزق.. كما قطعوا علينا أرزاقنا القليلة مصاريف الجهال وحق اللقمة”.. منذ ذلك الوقت وتواردت تلك الخبارات.. بعد خروجهم منتصرين على الشيوعية الشيطان الأكبر.. ونحن ننتظر فردوس العولمة.
وهات ياصاحبي من تلك الكلمات التي فتحت أبواب الجحيم الأرضي.. فلا السوق ازدهر.. ولا البيسة زادت فوق البيسة.
المرتبات تصاعدت هبوطا نحو الهاوية.. والأشياء ارتفعت أسعارها.. والسيولة تطعفرت لا مع التجار ولا مع الضباحى.. والطبقة الوسطى كما يقول خبراء البنك الدولي وصاحبه الصندوق التي تعتبر الزبونة المفضلة للسوق تفنتشت مع الريح لاحظ “الفنتشة” الكلمة العامية كما يزعمون تقترب من كلمة “Finish” باللغة الإفرنجية فنيش.. انتهى.. فلا طبقة وسطى وفي العالم الضبحان كانت هنا.
إذا يا صاحبي العالم مربوش.. وكنا صدقناهم إن العالم سينتهي كما يتنبأ صاحبهم “داموس” ولم ينته.. وقالوا لنا بعدها إن السلام سيعم العالم.. ولا سلام ولا يحزنون بل الذي يحدث العكس وزعمهم بنهاية التاريخ.
ياصاحبي أصبح حديث خرافة لأن الذي يبدو ويشاهد الآن.. هو عودة التاريخ.. ومن جديد تبدأ قوى العولمة في تسخين الحروب.. والتهيؤ لرسم خرائط جديدة في المناطق التي يسمونها “الجيوبولتيك” أي الجغرافيا السياسية.
مناطق الثروات.. وروائح النفط.. ولا جديد ياصاحبي غير الربش.. وصناعة المآسي الإنسانية والفقراء في العالم.. لهم الدعوات والموت المجاني.. في عصر التقدم والمعلومات.

قد يعجبك ايضا