لماذا يفشل الحوار¿
لا نتفق عند جلوسنا على طاولة الحوار ونبقى مكتوفي الأيدي لملخص ما يجب أن نتحاور حوله فيمر الوقت وتتلاحق الأيام واليمنيون في مطرح التباعد لمحط المسير الذي يعتقد الكثير أنه عبر الحوار سينتهي المشوار بما هو مطلوب للمسار لمتمني مجتمعها في محور الخروج من الأزمات.. هكذا كان الجميع يرى في الحوار بغيته وهكذا ينظر العالم إلى هذا البلد في محصل ما سيتفق عليه أهله.. لكن الفترة لم تسجل صلة المنشد بمن ينشده, فالكل في لحظة إعلان عن تحاور يستعد ويبدي الرغبة في أن يمثل موقعه بالمكان بما يلبي الطلب لأن النوايا في كل موضعها لا تتوافق وحقيقة المسكون بالقلوب.. فيجلس الخصماء والحكماء والعلماء جنبا بجنب في ذلك الموقع الذي يتواجد فيه إبليس الشيطان فيوسوس لمن أراد غير ما هو مراد في ملف التفاوض المحمول للطرح.. عندها يبدأ الخلاف واختلاف صحة المستوجب اتباعه فالتباين المحشو بالأفكار المستوردة لصياغة العمل تمتد بطول الطاولة وعرضها فتلقي بخيارات غير مستوعبة لمعنى المطلوب للملتقى فينحرف الاتجاه قبل تسجيل سطور المفاهيم بالسجل من خلال الفرص والتشويش أو الرفض.. ويعود الكل مرة أخرى واليمن ليس في مستوى التضحية لمنحدر ما يقولون عنه من أحاديث البلد خارج نطاقه.
قالوا سيعاود والحوار خارج الحدود.. ولا ندري كيف سنحد من مسقى التفكير العفن المسيطر على بعض العقول بقاعة الحوار ولا نعلم هل المكان الجديد للتحاور هو بمثابة موقع مؤكد لملخص مرتب التوافق بين الجميع أم مشوار آخر ضمن مسلسل التأخير لحلقات عديدة في معمد من يريد المسافة تطول.. الشعب هل من كلمة حوار لا يفيده فهو ينتظر فقط معالجة قضاياه الاجتماعية أولا لتخفيف محل معاناته وما تبقى من مرابط لمكونات لا تهمه كثير في مجرى العيش بأمان يمكن تأخذ وقتها وإن أخذت من الزمن الكثير.
المهم غرس الأمان والاطمئنان في النفوس كأهم مقصد لحياة المجتمع فكيف يمكن لشعب أن يقول نعم أو لا وهو في حال وضع لا يميز فيه الأخطاء و الصواب.. ولا يمكن لأمة تستجيب لمطلب ومطالبها مبعثرة من غير ترتيب.
مشكلة الحوار في هذا البلد أنه مستكين تحت سقف معالم غير معروفة الاتجاهات لعداد مسالك توجهها فهذا يريد وذاك يطالب كل بما لديه من مصوغات لا يتحكم هو فيها حيث تعرض الآراء وعلى هذا الأساس يظل الحوار مجرد حروف عالقة بلسان من يطلب التحاور وهو لا يجيد كيفية التفاعل لمكسب ما هو على الطاولة من حوارات فيتشتت الملتقى ويتأسف الشعب على ما يصرف للحوار من موازنة مالية كبيرة هو أحق بها لتخفيف عبء حياته, عندها يسأل: لماذا يفشل الحوار..