جحا والملك الأهبل
أعتقد أنه لا يوجد في اليمن أي شخص من عامة الناس كبارا أو صغارا مثقفين أو سياسيين إلا ويعرف عن جحا ومقالبه وطرائفه وحكمته وأساليبه في التخلص من الأزمات وخلق الأزمات وله حكايات أبدع فيها كخيال الكتاب والمؤلفين والتي نستخلص منها العبر.. وقد احتار الكثير في شخصية جحا هل هو صادق أم كذاب .. مخادع أم حكيم .. مجنون أم عاقل .. أم أنه يتعامل مع الناس بحسب عقولهم ورغم كل هذه التناقضات يبقى جحا أسطورة. لقد قرأت له قبل فترة في مجلة أو صحيفة لم أعد أتذكر بالضبط مع اعتذاري واحترامي لها ولكاتبها هل كانت مجلة أو صحيفة أن من طرائفه الشهيرة وخروجه من الأزمات والمطبات .. أنه كان يعيش في عصر ملك مجنون حيث أرسل هذا الملك مناديا إلى المدينة يعلن عن جائزة كبرى تقدر بأكياس من الذهب لمن يستطيع تعليم حمار الملك القراءة والكتابة .. وذهل الناس من هذا الإعلان الغريب والعجيب وصبوا لعناتهم على الملك الذي يفرط بأموال الشعب في أمور مستحيلة .. وحين ذاك كان جحا يعيش على حافة الفقر ويعاني من قلة الطعام والشراب وضيق الرزق وفكر جحا في الحصول على أكياس الذهب التي سيمنحها هذا الملك الأهبل لمن يعلم حماره .. وتقدم جحا لبلاط الملك ليعلن أن لديه القدرة على تعليم الحمار القراءة والكتابة بشرط أن يمنح فترة من الزمن .. وعندما سأله الملك عن الفترة التي يستطيع فيها تعليم الحمار .. قال جحا : خمسة عشر عاما فقط ..مفندا خمسة أعوام لتهذيبه وخمسة أعوام لتعليمه القراءة وخمسة أعوام لتعليمه الكتابة .. الملك اندهش للفكرة ووافق على طول وخرج جحا بأكياس الذهب فرحا وسعيدا وضاحكا على هبالة هذا الملك المعتوه .. وقال الناس لجحا هل جننت كيف ستعلم الحمار وهذا من رابع المستحيلات¿ .. فقال جحا : قولته المشهورة خلال هذه الأعوام الخمسة عشر ستحدث ثلاثة أشياء تنجيني من الملك .. يا أنا أموت .. يا الحمار يموت ..أو الملك يموت.
انتهت الحكاية .. وبقي أن جحا استخدم ذكاءه وحيلته ومكره لتأجيل الحلول .. وهكذا يفعل السياسيون في بلد الحكمة.