الشطفة …الأنيق شكلا وروحا

عبدالرحمن بجاش


 - 
الحكاية تبدأ بعبد الناصر نعمان وتنتهي به وايهاب الحاج !!! , فذات صباح قررت أن أمر لزيارة عبدالناصر في مكتبه بالبنك اليمني للإنشاء والتعمير أولى قلاع الاقتصاد ا

الحكاية تبدأ بعبد الناصر نعمان وتنتهي به وايهاب الحاج !!! , فذات صباح قررت أن أمر لزيارة عبدالناصر في مكتبه بالبنك اليمني للإنشاء والتعمير أولى قلاع الاقتصاد الوطني حين فتحت البلاد عيونها على العالم , ليأت فيما بعد من يعمي عيون الاقتصاد والحلم !! , وخذ شركة المحروقات , ومؤسسة القطن , وشركة المخا للزراعة , وأشكال اقتصادية تشير بيد الامتنان لأبو الاقتصاد اليمني الذي تحول إلى هباء منثور , ذلكم الرجل عبدالغني علي الذي حتى النص الريال اوالريال اللذان يحملان توقيعه لم يعد لهما وجود !! . ذلك الصباح التقيت بزميل البدايات في تعز علي المهدي ولأول مرة تخونني ذاكرتي , فلم أعرف عليا ببساطة لأن شكله تغير عن الصورة التي كان عليها في المدرسة !! , كان ثمة رجل يجلس أمام عبدالناصر , شدني شكله العام , باختصار رأيت رجلا أنيقا يعرف كيف يلبس , كوفية ولا أجمل , كوت خطوطه بديعة , وشميز ألوانة تتناسق مع وجهه الوسيم , ولون الكوت , وخطوط أجمل فوطة رأيتها في حياتي – بدون مبالغة – , و (( كمر أخضر )) , قلت فورا في أعماقي (( يا الله ما احلى شكل هذا الرجل , لقد نقلني بلون الشرابات والجزمة المميزة إلى عدن , وأيام العم عبداللطيف وجزمته (( التي كانت تتزايط )) ونحن نجري وراءه لنسمع النوته المميزة)) , و(( حبات شكلت يظل يرميها حبة حبه ونحن نتقافز عليها بكل براءة الطفولة )) , سحبت عبدالناصر جانبا بعذر ما , سألتة (( هذا الرجل الانيق من هو ¿ )) , همس في أذني (( الحاج محمد سعيد الشطفة )) , عدت باتجاهه – أنا فلان , – أهلا ..سلم علي بأدب جم , قلت –  والدي فلان أتعرفه ¿ قال – الله المستعان , ذهبت مأخوذا بشكل الرجل وهي دلالة على ما في الأعماق . لو ذهبت باتجاة المتحف الوطني , ستشاهد في الاتجاه الآخر (( الشطفة )) , هناك محل الأناقة والنفوس التي تعرف كيف تلبس , وإلى المحل ذهبت بنسخة من كتابي (( شهقة الفجر )) , وقد كتبت الاهداء (( الحاج محمد سعيد الشطفة …هنا بعض الحكاية )) الرجل الهادئ كمياه النهر أحد عناوين الدور الكبير للقطاع الخاص الوطني الذي هب من عدن يعمر الشمال كله , ولم يبخل , وأن ضرب فيما بعد لصالح الطفيليين !! , الشطفة ليس رجل أعمال من الطراز النادر فقط , بل هو التربوي القدير , صاحب اليد الخضراء , هذا الصباح أنتهت الحكاية بعبدالناصر في الفيسبوك ينعي الرجل الأنيق شكلا ونفسا , وإيهاب الحاج صديقي العزيز ينقل إلي خبر وفاته رحمه الله , هاهي البلاد تخسر شيئا آخر وكبير , له الرحمة والغفران , ولعبدالناصر : تدبر لي فوطة الرجل الجميلة وكوته , ونظارته المميزة , وشميزه , وكوته , والكمر اريده ذكرى ……………وجزمة ((تتزايط)) بشرابات أبو  ((تمساح)) تعيدني إلى زمن العم عبداللطيف وأمين مغلس أطال الله عمره ……ويا ريت عدن مسير يوم ………….  

قد يعجبك ايضا