…نبض الشارع ¿¿
عبد الرحمن بجاش
في الهزيع الأخير من الليل لا أدري كيف تركت فراشي واتجهت إلى مواقع (( الفتنه الالكترونية )) , حيث الرسالة الإعلامية المفترضة رديئة إلى درجة القرف , كانت البلاد تشتعل معارك في كل المواقع بدون استثناء , حتى تلك المواقع التي افترضناها تمتلك عقلانية تلاشت , لا ادري ما الذي أجبرني على تلك الإطلالة وأنا قد عزفت عنها , فلم استطع مواصلة نومي !! وعليه هي نصيحة من صديق للقارئ أن عليكم ألا تدخلوا إلى تلك المواقع التي تشعل البلاد حروبا إذا أردتم لعقولكم أن تظل في رؤوسكم !! واحذروا رسائل بعض الأصدقاء في ((الواتس آب )) وكأنهم عرفوا عزوف كثيرين أنا واحد منهم عن الدخول إلى المواقع فصار بعضهم ينسخ بعض أخبارها ويرسل وهي عبارة عن صناعة رديئة في مطابخ كل ما داخلها من طماط وبطاط قد فسد !! , صباحا وقع نظري على العنوان المضحك المبكي (( الجراد في طريقه لغزو اليمن )) , قلت : وكأن ما بنا لا يكفينا , لمحتها عبارة كتبت على ورقه أمامي أسكنت الهدوء نفسي (( مهما بدت أقدار الله مؤلمة ….ثقوا بأن في ثناياها رحمة عظيمة )) , تركت البيت وخرجت إلى صديقي التاجر (( لأقرض الله قرضا حسنا )) فنجحت وخرجت من لديه مرتاح البال , ولو أنه شكى مرارة الحال , (( نحن كرجال أعمال لم نعد ندري ماذا نفعل )) , عند أول إشارة كان الشاب يقف ليبيع صور مختلفة , – اشتري صور الرئيس الجديد , ابتسمت , واصل عرض صوره : اشتري صور السارق الجديد , ضحكت بمرارة لعبارته !! , علق ابني (( شعب يمني يعجبك )) , دخلت إلى المكتبة فوجدت احد زبائنها يمد يده إلى أول جريدة (( ايش كذبوا اليوم ¿¿ )) فخرجت , لأجد احدهم قد وقف أمامي فلمحته عن بعد حاملا رشاشه الآلي ومتجه إلى بقالة الحمادي , قلت : يارب سترك , عند أول منحنى وجدت بائع القات الذي لا يخلف وعده , فأخذت ما يلزمني , ولسان حالي يقول (( الشيء الوحيد الذي لا علاقة له بكل تفاصيل اللحظة القات وباعته , هما يشكلان كونا آخر يتفق اليمنيون على عدم الاقتراب منه أو الإساءة إلى رموزه ويخضعون لحكامه بكل رضى)) !!! وحده القات من يجد لنفسه طريقا إلى المدن والجيوب بكل سهوله !! , صاحب الطماط في الركن , سألني : كيف يا عم عبده ¿ قلت :- كيف تشوف أنت , ضحك – أطست علي !! , هل أطست على الجميع ¿¿¿ , قلت للولد : مر من الشارع الآخر , وعند النقطة الخضراء , سألت عن صاحبي قناف ليسمعني نشرة إخباره , ورأيه , وتوقعه لما سيحدث خلال الساعات التي تكون قد مرت الآن , لم أجد قناف , فقد يكون في اجتماع يناقش فيه مصير البلاد !! , لم لا ….ايش ينقصه عن هؤلاء الذين يجتمعون ¿¿ , كان هناك ثمة طفل صغير جدا حملوه رشاش آلي , ورصوا له ثلاث حبات بلك يقف عليه يؤشر للسيارات , حرق قلبي على طفولته , فقلت عند أن اقتربت من الكبار حوله : اذهب إلى المدرسة , رد علي أقربهم (( هي عطلة )) , فلم أقل شيئا إضافيا حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه , الآن عند الثانية عشرة ظهر الأربعاء, الكهرباء لا تزال مغادرة , وحالنا كما حال الشارع كما لخصه صاحبي بدر (( توجس وترقب )), ومع ذلك لدي إحساس أن العقل لم يغادر نهائيا …………………..