شلل !!!

عبد الرحمن بجاش

 - حين توجه رصاصة بالخطأ إلى ظهر إنسان وتقترب مجرد اقتراب من حبله الشوكي فيصاب الجسد بشلل شبه كلي , صديقي الشاب جهاد أصيب بطلق ناري من مسدس صديق فأصيب بشلل لم يبق له سوى
حين توجه رصاصة بالخطأ إلى ظهر إنسان وتقترب مجرد اقتراب من حبله الشوكي فيصاب الجسد بشلل شبه كلي , صديقي الشاب جهاد أصيب بطلق ناري من مسدس صديق فأصيب بشلل لم يبق له سوى رأسه يتحرك يمينا وشمالا , في النهاية وبعد ذهاب إلى كل الجهات الأصلية بما فيها كوبا المتفوقة بطب العظام عاد الشاب ليرحل مأسوفا عليه , الآن هذا البلد وبسبب رصاص أبنائه يعاني شللا كاملا , وتسير الحياة نفسها بنفسها !! الأفق السياسي يزداد انسدادا , وأعمال الناس تتوقف , سألت صاحبي بالأمس : كم حضر من الموظفين عندكم ¿ – حوالي الستة , صديق آخر – حوالي العشرة ولدقائق , مصالح الناس توقفت , القطاع الاقتصادي شبه مشلول , بيوتات تجارية ولديها كل الحق ستسرح عشرات من عمالها وموظفيها , أين سيذهب الذين سيسرحون , قطاع البناء متوقف , قطاع المقاولات وهو دوره اقتصاديه بكاملها له شهور مجمد , وقد سألت صاحبي عن المتأخرات له لدى الدولة فذكر مبلغا خرافيا , قلت : كيف ¿ قال – اقترحت على رئيس الوزراء مواجهة استحقاق القطاع من أموال المانحين , الآن لا عاد صاحبي موجود ورئيس الوزراء مستقيل , كيف ¿ , وعلى فكره فكثير من المقاولين تركوا البلاد واتجهوا إما إلى الحبشة أو إلى دول أخرى مجاورة , الجوار الذي أجحف بحقنا كثيرا نتيجة لعقد تاريخية منها وتعال ملموس , يتفرج الآن علينا ولا يدرك حسب المعتاد ما الذي ستؤول الأمور إليه لديه فيما لو تشظينا , يظل الجوار عقيما , فيم غيرهم وبذكاء شديد يستفيد مما يحدث لدينا وبالمجان !! , وهم لا يزالون يتصرفون بالبيانات وشعار فارغ (( المهم أن النار بعيدة عن السرير )) وقد وصلت إلى باب غرفة النوم !! , ما علينا !! , الداخل وجدها فرصة ذهبية لتصفية كل التراكم ولذلك ترى من يستعرض عضلاته ويصفي حساب مع كل الناس , ولا يدري أن الشارع لم يعد كما كان يوم أن كان !! , الفرقاء لا يفهمون بعضهم أو أنهم يتصرفون بوحي (( أنا ومن بعدي الطوفان )) , فإذا كانت المكونات تجتمع بالقطاعي , وكل يتحين للانقضاض على الآخر فيم البلد ينشل , أما التشظي فصدقوني أن اليمنيين العاديين هناك ما يجعلهم يظلون على العهد , مهما حاول البعض أن يدفع بالأمور باتجاه من يريدها مناطقية أو مذهبية أو طائفية , وأولئك الذين يجدونها فرصة لتصفية حساب دفين في نفوس مظلمة مع أصحاب المطاعم , فقط لأنهم عبروا عن رأي !! , فاشتعلت نار النقمة في نفوس صدئة تنفث سمها دائما في اللحظات الفارقة , ولا تكبر أبدا, إذ تربيتها تدفعها باتجاه ترسيخ الهنجمة , اللحظة الفارقة تستدعي أن يكبر الجميع بادراك أن لا احد مهما أحس بزهو القوة أو التفرد فلا يمكنه أن يستحوذ لوحده , فالبلد لم يعد جهة أصلية واحدة , فقد صار كل الجهات , وان يفكر البعض انه سيستطيع أن يسوسه كما يريد فهو واهم …..أسرعوا للحفاظ على الحبل الشوكي قبل أن يشل الشلل الجسد واللسان والقلب …….

قد يعجبك ايضا