لاداعي للسفر
احمد الكاف
تمثل الخدمات الصحية من أهم الخدمات التي يجب أن يحظى بها المجتمع وتسعي دول العالم إلى توفير الخدمات الصحية لكافة شرائح مجتمعاتها سواء الخدمات العامة أو الخاصة . بيد أن بلادنا مازال شعارها “خالف تعرف” فأصبحت الخدمات الصحية العامة والخاصة تجارة رابحة شأنها شأن السلع في الأسواق ففي الوقت الذي سعت فيه الحكومات السابقة إلى مشاركة القطاع الخاص في توفير هذه الخدمات للمقتدرين مقابل الاستفادة من عائدات هذه المرافق لدعم القطاع الصحي العام تدهورت خدمات القطاع الصحي العام وأصبحت بعضها مشلولة وبعضها شبه خصخصة فيما تحولت المرافق الخاصة إلى مصدر ربح وفير في ظل الترويج والدعاية الإعلامية التي تستخدمها فيما هي تفتقر إلى ابسط الشروط اللازمة التي تؤهلها كمرافق صحية نموذجية من حيث الكادر والتشخيص والمستلزمات وأصبح عملها اجتهادا مع أن القاعدة الفقهية تقول لا اجتهاد في النص فمعظم حالات التشخيص اجتهادية تتفاوت من مرفق لآخر وكل يغني لليلاه فمن شعار نحن بعون الله نرعاكم إلى لاداعي للسفر مع أن للسفر فوائد عديدة منها الكشف عن المستور ومعرفة الحقيقة حقيقة الطب في بلادي فمعظم الفحوصات الطبية اليمنية طبعا تثبت عكسها في الخارج بل إن الأمراض نكتشف حقيقتها في السفر وبحسب استبيان أجريته مع عدد من المرضى المسافرين للخارج اثبتوا أن كل ما قيل عن أمراضهم مجرد اجتهاد من لا يملك حق الاجتهاد فيما اتضح أن المترددين على المرافق الصحية العامة في بلادنا يفاجأون إما بغياب الطبيب المختص أو تعطل الجهاز الحديث اللازم للتشخيص مع انه يدفع مقابل ذلك رسوما تسمى تحسين الخدمات فيما المترددون على مرافق القطاع الخاص يقابل الولاء بادفع بالتي هي أحسن ومتوفر لدينا كل ما يلزم (صرافة أمانات رهن شراء مجوهرات وبميزان ) فيما سياسة التهويل مصدر دفع سريع للزبون وكذا تنوع الخدمات من 3نجوم إلى أجنحة خاصة وحتى 5نجوم وكل بحسب حالته المادية أما حالته الصحية فحدث ولأحرج وأما قسم الإسعاف الدفع مقدما وأي حاجة وأصبح المواطن المغلوب على أمره بين مطرقة واقع الخدمات الصحية العامة والخاصة وسندان السفر للخارج في الحالة الأولي شعارهم لاداعي للسفر أما الحالة الثانية فللسفر فوائد عديدة وجديدة تعرف من خلالها معاناة مجتمعنا اليمني من واقع الخدمات الصحية في بلادنا ومن لا يرحم.