نذرت حياتها لخدمه أطفال اليمن

دلال عبدالله


بلقيس امرأة من تعز تعيش في بلد المهجر منذ أكثر من 10سنين لديها بكالوريوس
لغة إنجليزية جمعت بين العمل التجاري والخيري
كل الأطفال حولها ينادونها ماما بلقيس لما رأوه من حنانها وعطفها عليهم التقيتها عند زيارتها للطفلة نور التي تكفلت بإجراء عمل عمليه بالقلب لها التي تأخرت بإجرائها بسبب ما تعانيه أسرتها من فقر
سألتها عن حياتها الخاصة وقالت لي :أنا امرأة من اليمن الحبيب أبلغ من العمر 45سنه قبل بضعة سنوات فقدت زوجي وابنتي الوحيدة في حادث سير وأصبحت وحيده في هذه الدنيا لأني بالأصل يتيمة الأم والأب وأملك ثروة كبيره قد ورثتها من زوجي وقبل 4سنوات اكتشفت إصابتي بمرض السرطان وفي مرحله متأخرة .. فنذرت ما تبقى من عمري لمساعدة أطفال اليمن المغتربين وتأمين حياة كريمة لهم.
قضيت وقتا في منزلها وجدتها بعد صلاه المغرب تعطي دروسا باللغة الإنجليزية مجانا لمجموعتين من ا?طفال كل مجموعه تتكون من 10طالبات وطلاب وتكفلت بمصاريف تعليم أكثر من 100طفل يمني ويمنيه حتى إنهائهم المرحلة الجامعية.
عندما سألتها عن السبب ولماذا اختارت هذا النوع من العمل الخيري
أجابتني مبتسمة: أنا فتاة يتيمة وعانيت ما عانيت في حياتي حتى أنني عملت في سن صغيرة حتى أستطيع إكمال دراستي الجامعية أريد أن أساهم في بناء مستقبل متعلم سوي لا يعاني من أي مشاكل نفسية أو مادية لأن أطفال اليمن هم أملنا وهم مستقبل بلدنا رغم أنني ساهمت بالقليل لكني لن أتكاسل ثانية واحدة في خدمة بلدي الحبيب
كان حواري معها مليئا بالتفاؤل والأمل والصبر وحب الوطن حيث إن منزلها من الداخل مصمم بنفس المنازل في صنعاء الحبيبة عندما كنت سأغادر منزلها التقيت شابا في 20من عمره يعمل لديها سألته منذ متى وأنت تعمل لديها أجابني:
أنا أعمل لديها منذ سنتين من عمري بعدما تكفلت بي وبعائلتي من جميع النواحي أبي توفي وقد كان يعمل لديها وعندما أصبحنا بلا أب أصبحت ماما بلقيس هي الأمان بالنسبة لنا والآن وبعد التحاقي بكلية الطب التي تكفلت بجميع مصاريفها أعطتني محلا في أحد المراكز التجارية محل أعمل فيه بعد انتهائي من الدراسة والربح مناصفة بيني وبينها كم هي فاضلة هذه اليمنية فقد أنقذت مستقبل أكثر من 100طفل وطفلة يمنية من الضياع بعد فقدهم لوالديهم ورعتهم من جميع النواحي المادية والمعنوية نعم هذه هي أصالة وكرم المرأة اليمنية سخرت جميع ما تملك لبناء ولو جزء بسيط من مستقبل اليمن.