اسأل عن أذن مديرك¿!

فكري قاسم


 - من سوء حظ المرء أن يعمل تحت إدارة مسؤول أذنه مفتوحة لمن هب ودب!
وإن من يريد أن ينجح بأقل قدر من الإجهاد النفسي عليه ـ قبل مباشرة العمل في مكان ما ـ أن يسأل عن "أذن مديره"
من سوء حظ المرء أن يعمل تحت إدارة مسؤول أذنه مفتوحة لمن هب ودب!
وإن من يريد أن ينجح بأقل قدر من الإجهاد النفسي عليه ـ قبل مباشرة العمل في مكان ما ـ أن يسأل عن “أذن مديره” قبل أن يسأل عن عقله ونظافة يديه.
إن مسمار واحد في أذن مديرك قد يذيقك بأس الحياة الدنيا ويحول معدتك إلى نافورة قروح وذهنك إلى دفتر هموم كلما قلبت صفحة منه تجد أثر “المسمار” قد خرم الصفحة الثانية واللي بعدها و .. توفووو عليها حياة.
المشكلة كلما كبر الناس تكبر المسامير الموجعة معهم .. يا الهي .. كم هي الحياة تافهة ولا تستحق “هöنش” رذيلة.و تحضرني الآن بعض المسامير الشهيرة التي (بنشرت) علاقة إبداع متميزة ومثمرة بين شركاء فرقهم عيال السوق.
علاقة العطاء الفنية مثلا بين النجم الراحل “أحمد زكي” والسيناريست “وحيد حامد” وقد انقطعت العلاقة بينهما لمدة 11 عاما بسبب (مسمار) سخيف لكن أولاد الحلال استطاعوا انتزاعه ليستأنف النجمان علاقتهما سنة 1998م بفيلم “إضحك الصورة تطلع حلوة”.
هناك مسمار آخر ضرب علاقة الملحن البديع محمد الموجي بعبدالحليم حافظ استمر أثره لأكثر من (9)سنوات ليصالح بينهما واحد ابن حلال في سوريا ويعود الاثنان للحميمية القديمة وللجمهور بأغنية “زي الهوى” ويقال أن الموجي ظل طيلة الـ(9) سنوات محتفظا باللحن للعندليب فقط.
ثمة استخدام شعبي شائع ـ خصوصا لدى الفلاحين ـ يوضح لنا كيفية أن المرء يستطيع بـ(مسمار) واحد فقط أن يوقف نمو شجرة باسقة. فبمجرد أن تضرب مسمارا واحدا في جذع شجرة يتوقف نموها وعطاؤها ولا تثمر بعد ذلك ابدا .
وفي كل الأحوال الشجر الباسق – وإن توقف الثمر فيه او توقف نموه – يموت واقفا فيما تموت الأشجار “المتسلقة منكبة على وجهها وتلك هي القدرة الجميلة.
وبين حب الناس وحب المسامير ينتصر الحب في الآخر ويبقى المبدعون والقادرون على العطاء.

Fekry19@gmail.com

قد يعجبك ايضا