مأساة التوربينات 2-2
جمال عبدالحميد عبدالمغني
في التناولة السابقة تحدثنا عن عملية احتجاز التوربينات 1و2 في شبوة لمدة تزيد عن الشهرين لكن وزير الدفاع تدخل بعد هذه الفترة الطويلة وتم الإفراج عن الشاحنات العملاقة التي تحمل نصف مكونات محطة مارب الغازية 2 وبدون شك صرفت الدولة لهذه الجماعة المسلحة مبالغ كبيرة (بدل تقطع واختطاف) وذلك من أجل تحفيز جماعات قبلية مسلحة في مناطق أخرى لانتهاج نفس السلوك طالما أن مكاسب مادية ستتحقق في نهاية المطاف.
وكان الأحرى بالدولة أن تبادر بإلقاء القبض على تلك الجماعة المسلحة وتحرر الشاحنات التي تحمل مشروعا استراتيجيا للبلد وتحيل الجناة إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع ليس في هذه الجريمة فحسب ولكن في كل الجرائم والأعمال التخريبية التي تطال منشآت البلد منذ اكثر من ثلاث سنوات .. المهم تكللت وساطة وزير الدفاع بالنجاح ووصلت التوربينات وملحقاتها إلى منطقة نهم واستلزم الامر شق طريق في منطقة معينة من مديرية نهم حتى تستطيع الشاحنات العملاقة المرور إلى مارب نظرا لثقل المعدات التي تحملها وصعوبة أو استحالة مرورها عبر مساحة الطريق الموجودة وهناك ظهرت عقبة أخرى حيث رفض أبناء هذه المديرية أو لنقل النافذون فيها أن يتم اصلاح الطريق أو توسيطها لمرور الشاحنات.
هذه المعضلة الجديدة في نهم تزامنت تقريبا مع دخول أنصار الله إلى صنعاء وانتشارهم فيها كلجان شعبية تشارك أفراد القوات المسلحة والأمن في حماية منشآت الدولة ومؤسساتها وتشاركها ايضا في عملية الانتشار الأمني في مداخل العاصمة وفي الشوارع أيضا وبحسب مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء فقد تدخل أنصار الله في حل هذه المعضلة وأقنعوا أصحاب نهم بالسماح لسلطات الدولة المختصة بإصلاح الطريق وتمهيدها لمرور الشاحنات بعد توقفها لعدة أيام و فعلا تم اصلاح الطريق ووصلت الشاحنات إلى مارب بسلامة الله وحفظه بعد رحلة شاقة ومعاناة مضنية دامت أكثر من ثلاثة شهور نتيجة لهذا العبث والانفلات والاستهتار بهيبة الدولة ومقدرات الوطن.
أما التوربينان الآخران اللذان وصلا عن طريق ميناء الحديدة فقد اكتشف الخبراء الذين قاموا بالاستطلاع لطريق الحديدة – انس – صنعاء أن هناك مسافة تقدر بـ15 كيلو في منطقة آنس بحاجة إلى إصلاح وتوسعة فورية حتى تتمكن الناقلات من المرور منها إلى صنعاء ومن ثم إلى مارب وقد التزم وزير الاشغال بعملية الاصلاح الفوري وتم التنفيذ خلال الشهر الماضي.
إضاءة:
حسب مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء فإن هذه المحطة بعد تركيبها وتشغيلها بالغاز ستوفر 1.2 مليار دولار لخزينة الدولة سنويا بمعنى أن التأخير لثلاثة أشهر تقريبا في شبوة ونهم سيكلف الخزينة العامة مبلغ 300 مليون دولار فهل سيحاسب المتقطعون على هذا المبلغ¿
كان مقررا أن تدخل مارب 2 في الخدمة خلال ديسمبر القادم لكن بطولات المتقطعين ستؤخرها إلى ابريل 2015م حسب تقديرات الخبراء .. اتقوا الله في الوطن.