أهمية التنفيذ الدقيق لاتفاق السلم والشراكة الوطنية
محمد راجح سعيد
قبل حوالي شهر توصلت الأطراف السياسية في اليمن إلى اتفاق السلم والشراكة الوطنية وقد استعد ذلك الجميع لأن الاتفاق سيجنب اليمن الكثير من المشاكل كما سيكون عاملا مهما للتفرغ وللبناء والتنمية والسؤال هو هل سيلتزم الجميع بالاتفاق¿
نرجو ذلك لأن الاتفاق سيجنب اليمن المماحكات السياسية والولاءات الضيقة ويكفي مما عانته اليمن منذ قرابة أربع سنوات وبالتحديد منذ بداية عام 2011م ولولا المبادرة الخليجية المزمنة واهتمام مجلس الأمن يقضه اليمن لتفاقمت الخلافات أكثر فأكثر ولحدث ما لا يحمد عقباه أسوة ما نشاهده حاليا في دول الأشقاء مثل العراق وسوريا وليبيا.
لقد تحملت كل الأطراف مسئولياتها الوطنية عند توقيع الاتفاق على السلم والشراكة الوطنية وهذا بحد ذاته شيء جميل ولكن الأجمل من ذلك هو كما أشرنا آنفا الالتزام بتطبيق الاتفاق على الواقع العملي ولا شك أن الإسراع بتشكيل حكومة الشراكة وفي اللقاءات والخبرات على استقرار الوضع والتفرغ للبناء وكذلك ستعمل على إعداد المتطلبات المستقبلية لليمن خاصة وأن المستقبل يحمل بطياته الكثير من العمل والجهد والمثابرة مثل الانتهاء من دستور البلاد الجديد ومن ثم التصويت عليه وكذلك إعداد الانتخابات البرلمانية وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية وهي جهود كبيرة يتطلب من الجميع العمل على انجازها حتى يتفرغ الجميع لبناء اليمن الجديد بموجب ما حددته توصيات المؤتمر الوطني للحوار والذي تم استكماله قبل حوالي إحدى عشر شهرا والذي حدد معالم اليمن الجديد بأقاليمه الستة وعلى ذكر الأقاليم فسوف تزول المركزية نهائيا وإلى الأبد والذي كانت عاملا معيقا لتطور اليمن خاصة بعد إعادة الوحدة اليمنية في 22 مايو 1996م مرة أخرى نهيب بأطراف العمل السياسي في اليمن سرعة تنفيذ وثيقة السلم والشراكة الوطنية لما فيه مصلحة اليمن العليا وبناء مستقبل اليمن الموعود.