المساحة القاحلة!!
د/ حسين العواضي
> قبل ثلاثة أيام كتبت السيدة بتيناموشايت في هذه المساحة رسالة إنسانية نبيلة تدعو لمناهضة عقوبة إعدام الأحداث في اليمن.
> وذكرتنا الأوروبية الغيورة بإعلان صنعاء لمناهضة عقوبة الإعدام ضد اليافعين كثر خيرها .. وجبر خاطرها .. وزاد لنا وللاتحاد الأوروبي من أمثالها.
> يلفت النظر أمرين الأول أنه لا أحد من الأوروبيين يكترث للمجازر التي تحدث في اليمن .. وأن الأطفال يتسلحون ويقاتلون .. وأنهم يتساقطون بالعشرات وبطرق أكثر بشاعة.
> خلاص فهمنا .. وبصمنا .. وصرنا ضد اعدام الأطفال .. وزواج الصغيرات لكن منطقتنا برمتها من ليبيا .. إلى العراق والشام واليمن تواجه خطر الانقراض.
> فما الذي قدمه الاتحاد الأوروبي وما القرارات الجادة التي اتخذها غير خطابات واهية لا تغني ولا تسمن من جوع.
> الأمر الآخر أن كتاب اليوميات – صنف محلي – بدأوا يهريون .. أو يتقاعدون هذه أول مرة تطل علينا سيدة شقراء في يوميات قاحلة.
> مساحة جافة محجوزة للعاطلين .. والعواجيز والمتقاعدين والداعي لكم بالصحة والسعادة أحد الذين تنطبق عليه هذه الصفات الأليفة.
> الزملاء في الغراء الثورة أبناء مهنة ولهم الحق والعذر فكل ما يشغلهم .. ويؤرقهم على مدار الساعة أن تبقى المساحات مشغولة والصفحات حية نابضة حتى وهم والقراء لا نفس لهم ولا شهية.
> ومثلهم الكتاب الذين تعصرهم الحيرة وتحاصرهم الألغاز عماذا يكتبون¿ عن المجازر الدامية التي تحرق القلوب أم عن الخلافات العاصفة التي تنذر بسوء الأمور والعواقب.
> كاتب الصحيفة غير مغرد الانترنت يحتاج بيان أو معلومة .. ويقع في المحظور حين يتكئ على الإشاعات .. وينجرف مع العواطف.
> الصحيفة .. تاريخ .. ووثيقة .. وشهادة وحين تطبع لا مجال للتراجع أو المسح أو التبرير.
> وفي حال كالذي نعيشه.. والواقع الذي نراه لم تعد الكتابة تجدي أو تنفع والراقع عجز أن يرقع بعد أن تمدد الشط وتوسع.
> مرحلة كئيبة غامضة توارى عنها العقلاء والشجعان.. والحكماء.. خفت صوت العقول الراجحة.. ودوى صوت البنادق القارحة.
> كشر الحقد عن أنيابه البغيضة طفح النفاق والكذب وانطلق سباق المصالح والمرابح وحفلات الثأر.. والشماتة.. والتشفي.
> والمقلق المرعب هذا السباق الزائف إلى الجنة كلا يريد أن يسبق الآخر على جثث الأبرياء من أهله.. وأخوته.. وأبناء دينه ووطنه.
> والسؤال المشنوق متى تشفى اليمن من جروحها¿ متى تستعيد وعيها.. وعقلها.. وهيبتها.. ومكانتها¿ متى يدرك اليمنيون أنهم يتراجعون والعالم يتقدم وأنهم يخسرون والأعداء يربحون¿
> هل تبخرت هيمنة القوى المتنفذة, قبلية وعسكرية¿ هذا خبر سار لكن الخبر المحزن أن تتشكل قوى هيمنة جديدة على أسس طائفية ومذهبية.. ومناطقية.
> وكأنه كتب على اليمن واليمنيين أن يعيشوا هذا الحال المائل المأزوم يهدروا.. أعمارهم وأيامهم.. وثرواتهم في معارك لا رابح فيها ولا منصور.
> خمسة أو ستة من المستشارين المربوطين بخيوط تلفوناتهم أحرقوا أعصاب الملايين حتى وجدوا من يصلح لرئاسة الحكومة.
> كل مستشار له آمر أو سيد.. أو حزب أو سلطان والوطن له الخوف والقلق والصبر والسلوان.
> في السويد وظيفة المستشار أن ينصح.. ويشرح وعندنا أصبحت وظيفة المستشار أن يراقب ويقرر.. ويوقع.. ويبلغ.. ثم يمدد.. ويهدد ويصرح.. ويرجح.. وهكذا المستشارية وإلا فلا¿
> الأعزاء في الثورة ـ الصحيفة أحيي مهنيتكم وصمودكم وشجاعتكم وأشفق عليكم من تقلبات الأيام.. والحكام.. والأحكام.
> وأنصح بالبحث عن كتاب أوروبيين أو صينيين أو باكستانيين وخلافهم من العالم الآخر.
> لماذا لأن الكتاب.. والصحفيين.. والإعلاميين يفرزون.. ويصنفون.. ويعصون فيقصون والأهم أنهم لا يدرون.. ماذا.. أو كيف.. وأين يكتبون¿
> والنقابة.. النقابة حفظها الله.. وسدد خطاها تصرخ مثل اللجنة الأمنية العليا.. بعد كل كارثة ومجزرة.. لن يفلتوا من العقاب.. قاب.. قاب.. قاب.