قوادم وخوافö

أ.د عمر عثمان العمودي

 - 
العراق وتطوره بعد الاستقلال
توصف العراق في الفكر والأدبيات السياسية العربية ببرج وقلعة الدفاع الشرقي عن الأمة العربية وتعرف أيضا بكتف وذراع البلاد العربية الشرقي من منطلق دورها المهم ل

العراق وتطوره بعد الاستقلال
توصف العراق في الفكر والأدبيات السياسية العربية ببرج وقلعة الدفاع الشرقي عن الأمة العربية وتعرف أيضا بكتف وذراع البلاد العربية الشرقي من منطلق دورها المهم للعرب والمشرق العربي وما يحدث لها وفيها من أمور إيجابية أو سلبية تمتد وتنسحب فورا على بقية بلدان المشرق العربي .
وتبلغ مساحة الدولة العراقية الحالية حوالي( 380 ) ألف كم2 وهي من أغنى الدول العربية إن لم تكن أغناها بها تجري مياه الرافدين دجلة والفرات طول العام ولديها أنهار صغيرة موسمية ترفد مجراها المائي العام وتقدر أرضها الزراعية الخصبة المزروعة والقابلة للإصلاح الزراعي بحوالي(25) مليون فدان كافية لو استغلت كما يجب أن تحمي أمنها الغذائي وأمن بقية دول الخليج العربية تمتد فيها غابات النخيل والمزروعات الغذائية الأخرى من مدينة القرنة ملتقى النهرين إلى شط العرب دلتا دجلة والفرات على الخليج بمسافة لا تقل عن (230) كم ومن يدخل إلى العراق من ناحية الشمال الشرقي للجزيرة العربية يتخيل أنه مقبل على بحر أسود متلاطم الأمواج وتقدر غابات النخيل بها المتعدد الأنواع والجودة بأكثر من 70% من نخيل العالم وكانت المهد الأول لتصدير قواصر التمور إلى مختلف بلدان الجزيرة العربية في الأوقات الصعبة لشعوبها قبل تطور أوضاعها الاقتصادية والمادية بفعل الاكتشافات النفطية والغازية في هذه الدول وما ترتب عليها من عوائد مالية ونقدية كبيرة تغير بها مجمل أوضاع أبنائها المعيشية كما يضرب المثل بخيرات بقية أرضها الزراعية وخاصة في منطقة الجزيرة وما حولها على حدود بلاد الشام وتحتوي أرض العراق على كل أنواع المعادن من ذهب وفضة ويورانيوم وحديد ونحاس وزنك وفوسفات وكبريت كما تتمتع كذلك باحتياطيات نفطية وغازية كبرى وضخمة تجعلها في مستوى ما لدى السعودية إن لم يكن أكبر من ذلك وكل هذا وغيره يفتح المجال للعراق لتكون واحدة من الدول العربية الكبرى المتقدمة والمتميزة على كل مجالات الحياة ولديها ما يكفي من الموارد البشرية من حيث الكم والكيف لو توفر لها الأمن والنظام والاستقرار القاعدة الضرورية واللازمة لكل نهضة وتنمية وإعمار وعلى أساس من المدنية والعصرية وركائز العدل والإنصاف والمساواة والمواطنة الواحدة.
كان أول ملوك المملكة العراقية الهاشمية هو الملك فيصل بن الحسين بن علي وقد قبل به العراقيون ملكا عليهم وكان معروفا لهم ومحل تقدير أكثر ثوارهم وأحرارهم ومنهم من قاتل معه في أحداث ما سمي بالثورة العربية الكبرى التي أعلنها والده في الحجاز عام1916م ضد الدولة العثمانية ووجودها المادي والسياسي والعسكري في هذه البلاد وصولا إلى بلاد الشام ولم يعمر الملك فيصل طويلا في الحكم وكان يوصف بأسير الكرب والحزن من جراء ما أصابه في بلاد الشام وظل يتطلع إليها ولكن بلا قدرة تحقق له ذلك أمام جبروت وقوة الاستعمار الفرنسي واعتراف الانجليز بوجوده في سوريا ولبنان وفقا لتقاسم السيادة والنفوذ والمصالح بين الدولتين الاستعماريتين.
واستمر الحكم الهاشمي في العراق بين عامي1921و1958م وكان حكما ملكيا دستوريا للملك فيه سلطات محددة ولكن يخضع للدستور وكان النظام السياسي في العراق على درجة كبيرة من التشابه مع النظام الملكي في مصر وكم كان الأمر في مصلحة هذه الأسرة الهاشمية لو قبلوا بنموذج النظام الملكي في بريطانيا أو هولندا أو بلجيكيا حيث كان الملك يملك ولا يحكم يأخذ صورة الرمز للشعب وقوميته بعيدا عن مسؤوليات ومزاولة السياسة العملية.
بدأ الحكم الملكي الهاشمي بفيصل الأول وانتهى بحكم حفيده الملك فيصل الثاني في أعقاب ثورة يوليو/تموز العراقية عام 1958م التي قام بها الجيش العراقي أو مجموعة من ضباطه الشباب الذين نجحوا بمساندة بعض فئات الشعب العراقي في إسقاط الحكم الهاشمي ورموزه السياسية وكانت ثورة دموية لم يقدر لها أن تحظى بالسلمية التي حظيت بها ثورة يوليو 1952م المصرية الثورية الرائدة لكل الثورات العربية التي ظهرت أو جاءت في أعقاب تلك الثورة.

قد يعجبك ايضا