ساكت ومربوش

محمد المساح


 - *...حين يجلس على الرصيف ويتكئ على الحجر ...وتمر أمام عينيه سيارات وبشر ..ويظل يتابع ..ربما تغير المشهد وتهبط كائنات أخرى مع آلاتها الغريبة حتى تستمر جلسته..لكنها
*…حين يجلس على الرصيف ويتكئ على الحجر …وتمر أمام عينيه سيارات وبشر ..ويظل يتابع ..ربما تغير المشهد وتهبط كائنات أخرى مع آلاتها الغريبة حتى تستمر جلسته..لكنها نفس الأشكال مع الاختلاف في السحن والملامح ..بعدها ينهض..ينفض غبارا… علق بثيابه,ومن ثم يسير..مرسلا نظراته البلهاء..من بين الغائب والحاضر ..وتتردد في أذنيه نفس الجلبة والضجيج ..اللذين لم يتبدلا أبدا منذ دخوله المدينة.
يستمر عابرا..والأشياء من حوله تتخذ كما يراها وجودا محسوسا..وأحيانا تختفي من إدراكه ..لأنه في تلك الحالة يكون في عميق السرحان والتوهان.في زاوية يراها بعيدة نوعا ما .. من الضجيج والجلبة..تتجول عينيه..حتى تهتديان إلى حجر مرمية يحملها ويستوي في جلسته متكئا عليها ثم يزاول عادته في النظر عبر الفضاء المحدود بين شارعين ..لكنها جدران حجرية مقفولة النوافذ تبدو لعينه ستائر بيضاء وراء الزجاج ولا شيء آخر..يقطع ذلك الهدوء عبور السيارات …وعبور البشر ثم ينتفض وينهض .. ينفض أطراف ثيابه من الغبار.ويستمر في خطوه..بتلك النظرات الغائمة..يرى الأشياء أحيانا ثم تغيب عن النظر وفي غالب الأحوال…لا يتبرم ولا يدعي ضجرا…لكن الأشياء التي تفور في النفس…هي رغبته العميقة..وإلحاح شديد يتفاعل في داخله ..والأمل الساكن في أحشائه يمتلئ منه إحساسا طاغيا أنه لابد ملاقي صورومشاهد تمتلئ بكائنات غريبة تحمل ملامح وسحن..غير ماتعود عليه تلك الرغبة التي تجعله …يجلس .. ثم ينتفض يطوي بخطواته شوارع المدينة..ربما تهبط كائنات بآلاتها العجيبة..وتتبدل المشاهد والصور….كما يأمل ويرجو.

قد يعجبك ايضا