ليس استعراضا للمؤامرة..!!
عبدالله الصعفاني

مقالة
* وليس تشاؤما لكن المتربصين من وراء الحدود وأعالي البحار لا يضمرون لنا غير الشر ..وليست المؤامرة مجرد نظرية في أذهان الضعفاء لكنها واقع يشرف عليه خبراء ومعاهد كأنها السحر الأسود في ما تلحقه بنا من الأفاعيل..
* انظروا إلى خارطة العالم العربي في المجمل وانظروا إلى الشوارع داخل القطر الواحد وستقفون على حقيقة أن حلل الضغط إما انفجرت أو تتهيأ للإنفجار ولا بأس أن تبدأوا من اليمن ما دام أهل البيت أحق باللبن ..لبن التأمل والتفكير و المراجعة لأوضاع كل من فيها يدعي وصلا بليلى ..وليلى لا تقر لهم بذاك.
* وما لم ينتبه الفرقاء للمخطط وينكرون ذواتهم من موقع الإدراك للأخطار والتغلب على العواصف فإننا نضع ألف علامة تحذيرية لأخطار عدم إدراك الهوة وطبيعة المستقبل الذي سنتركه لأطفالنا ببركات تخلي الإنسانية عن عقلها من خلال السيطرة وإبقائنا في شرانق الجهل والخوف والصراع..
* لم يعد السر سرا فها هم يمزقون أمة بأكملها ..اسقطوا النظام العربي برمته في قاع الفشل وهاهم يسقطون أقطاره في مستنقع التقسيم القادم من داخلنا بسلاح تفاصيل قصيدة البردوني “الغزو من الداخل”.
* إنهم بشهادة منصفين قلة يقسمون البلدان إلى أحزاب ومذاهب وطوائف ليحكموهم ويخضعونهم فيما يحتفظون بالقوة الضاربة والمعرفة لأنفسهم وكأن العالم أمام فاشية لها أول وليس لها آخر.. ألا ترون كيف أن خطيب الجمعة عندنا يدعو عليهم ويدعو على خصومه السياسيين فيما ليس له ولا للمصلين من نصيب في صناعة المايكرفون والسجاد والملابس الداخلية والخارجية .
* حتى داخل البلد الموحد أرضا ولغة ودينا وتأريخا لا تعوزهم الحيلة فينفخون في طرف حتى يتضخم ثم يستنفرون الطرف الآخر.. وهكذا حتى تنضج الدمامل وتجد الأطراف نفسها في طريق اللا عودة..
* ودائما.. هم جاهزون لدراسة نقاط الخلاف المذهبي والطائفي..دائما هم جاهزون لقراءة المزاج الشعبي ونمط التفكير ونقاط ضعف القوى السياسية والجهوية المختلفة..
* يجتهدون في زرع المشكلة ويرصدون ردود الأفعال ويشجعونها ويجعلون كل طرف يفكر في القيام بشيء ما تجاه الآخر ..ومن هناك يتدخلون..
* يجترحون حلولا هي الأخرى تؤسس لمشاكل جديدة ..ولا بأس من أن تكون بؤر الفوضى هي أحجار الأساس لمواجهات منتظرة تكفي لأن يطلب كل أطراف الصراع المساعدة التي تأتي هي الأخرى بشكل يضع بذورا جديدة للصراع.
* وهكذا فالويل والثبور وعظائم الأمور لشعوب تستسلم للعدوى الجماعية التي تتحول إلى صراخ و مسيرات هنا وهناك فإذا بالوطن أمام أعوام من الإنفلات وإزهاق الأرواح والدماء والأعصاب.
* وفي السياقات التي يدلل بها المنصفون منهم فإنهم يتحدثون عن لائحة تقنيات يسيطرون بها على الأدمغة ليسيطروا بعد ذلك على كل شيء بمعنى أن المؤامرة تأتي بالتلاعب بالأشخاص عن طريق استبعاد كل ما هو وطني وعاقل والمساعدة على إيصال كل متحمس لتنفيذ برامج زواحف الخراب..
* وها نحن في اليمن نتقلب بين المشاكل وردود الأفعال وتصورات الحلول وخليط من الاحتباس السياسي والاقتصادي الذي يجعل الأمن من الخوف يسبق ما سواه من أماني المقهورين.