أمن اليمن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمن الخليج والمنطقة والعالم
محسن خصروف
لقد بات من الواضح لكل ذي بصيرة أن اليمن (برئيسه وقيادته) قد ترك بمفرده يصارع غيلان الإرهاب والطامعين في السلطة والمتصارعين الكبار عليها والعابثين بأمنه المستأثرين بثروته المدمنين للتسلط عليه يسرحون ويمرحون بمسلحيهم وقتلتهم وبلاطجتهم وأزلامهم المأجورين يقتلون هنا ويفجرون أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء هناك ويقطعون الطرقات ويسدون الشوارع ويفرضون شروطهم على الدولة ويعلنون تمردهم على مخرجات الحوار الوطني بسم المطالبة بتنفيذها ويستدعون مناصريهم ومسلحيهم من أكثر من منطقة ويتوزعون الأدوار: فريق منهم يحاور وآخر يتوسط وثالث يقطع الطريق ورابع ينهب القاطرات وخامس يشارك في المسيرات ويرفع الشعارات وسادس يجوب المناطق ليوزع المال ويستدعي من ينقل السلاح وسابع ينشر الأكاذيب والإشاعات التي تشكك في قدرة ونزاهة القيادة السياسية وثامن يلبس ثوب النفاق ويعمل كطابور خامس وهكذا. وقبل كل ذلك وبعده الإرهاب الذي يمارس القتل بشتى أنواعه بما فيها الذبح بالسكاكين من أجل أن يجعل من اليمن قاعدة قوية آمنة ينطلق منها إلى الخليج والجزيرة العربية ثم القرن الأفريقي وغرب آسيا والعالم لذلك فهو الآن يدمر البشر والشجر والحجر ويثير الرعب حتى لا يلقى مقاوما ولكن القوات المسلحة والأمن مدعومتان بالشعب تتصديان له بقوة ويقدمان قوافل الشهداء تترى ومع هذا التوحد في مواجهة الإرهاب نجد أعداء السلم الاجتماعي لليمن يثيرون الاضطرابات والحروب والتقاتل في أكثر من منطقة فحين تحقق القوات المسلحة النصر هنا يهب الرافضون للسلم في اليمن ليفجروا معركة هناك ليجروا الدولة وقواتها المسلحة والأمن إليها ليشتتوا قدراتهما ويبعدونهما عن مقارعة الإرهاب.
اليمن يقارع الإرهاب بمختلف دعاواه وشعاراته وأدواته نيابة عن العالم الذي تتوسع مصالحه الإستراتيجية في اليمن والجزيرة والخليج ويدفع بمفرده الثمن من قوت مواطنيه وأمنهم بالإضافة إلى دمائهم ولا يلقى من كل المدعين التصدي للإرهاب سوى الكلام والكلام وحده بيانات تلو أخرى تؤكد وقوف هذه الدولة أو تلك وهذه المنظمة أو تلك إلى جانبه ولا يفعلون شيئا ماديا يساعد على الخروج من دائرة الأزمة الاقتصادية أو من حالة الإقلاق الأمني رموز العابثين بالأمن في اليمن يخرجون للعالم بشكل عام وللكبار من الدول بشكل خاص ألسنتهم ويتحدون الجميع ويعبثون بالأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في اليمن يعيقون عمل الحكومة ويضعفون سلطتها ويبذلون جهودا مكثفة لإظهار القيادة السياسية والدولة بشكل عام بمظهر الضعيف غير القادر على ان يكون بديلا صالحا ويحرصون على أن يكرسوا لخيبة آمال الناس فيها فيتحسرون على الماضي الذهبي قال أحد الكبار منهم: ” ما الذي سيفعله بنا مجلس الأمن¿ سيقطع رؤوسنا¿”. وهاهي اليمن مهددة اليوم بحرب أهلية بعد أن فشلت مفاوضات صعدة ورفضت كل المقترحات التي قدمتها اللجنة الرئاسية للحوثيين إنهم يريدونها حربا لا تبقي ولا تذر تحت دعاوى مطالب شعبية وإن مات الآلاف من الشعب!!! ولا ندري أيهما أفضل الوصول إلى منطقة وسط من الحلول للمشكلات الوطنية مؤقتا ثم السير في الطريق للوصول إلى الحلول النهائية بجهود وطنية مشتركة أم إراقة الدماء من أجل إرضاء غرور بعض أطراف الصراع الذين لا يريدون إلا” قلايتي وإلا الديك”.
الكبار وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الذين بيدهم كبح جماح المعرقلين للعملية السياسية يكتفون بالبيانات والتهديدات الفارغة المحتوى ولا يفعلون شيئا على الأرض هؤلاء الذين بيدهم بعض الحلول المهمة يضنون بها على اليمن يحفظون الود لرجالهم مهما ارتكبوا في حق مجتمعاتهم من جرائم يذودون عنهم ويحمونهم من المجتمع الدولي وقوانينه وقراراته ويوهموننا بأن ذلك كل ما يستطيعونه مع أننا نعرف أن أميركا تجمد أموال كل من تدعي أنه يضر بمصالحها في أي مكان من العالم وتوحي بل تلزم حلفاءها بفعل ما تفعل هي فتجمد أي رصيد في أي بنك من البنوك المنتشرة في بلدان الغرب وهو ما يحتاج إليه اليمن الدولة والمجتمع لكي يأمن شر العابثين بأمنه المناوئين لدولته المعرقلين للعملية السياسية الذين يضعون الشعب وما يعاني منه في آخر قائمة حساباتهم ومع ذلك نجدهم يتاجرون بآلامه وفقره وأزماته الاقتصادية المتتالية ويكرسون لها بشكل أو بآخر.
وإزاء حال كهذا فليس أمام القيادة السياسية اليمنية سوى أن تنهج الشفافية مع الشعب تصارحه بحقيقة ما يجري تضعه في الصورة أولا بأول لتعري المتاجرين بآلامه العابثين بأمنه وثرواته المزايدين على قضاياه العادلة المتسببين في ظلم أبنائه وقهرهم عشرات السنين. كما ليس أمام القيادة السياس