كلمات في وداع الفقيد الطاهر عثمان عبدالجبار

عبدالجبار مقبل سعد

 - فقدت بلادنا في الأمس القريب المناضل الوطني عثمان عبدالجبار راشد القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني الذي مات بصمت بعد معاناته مع المرض ولم تل
فقدت بلادنا في الأمس القريب المناضل الوطني عثمان عبدالجبار راشد القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني الذي مات بصمت بعد معاناته مع المرض ولم تلتفت الدولة إليه إلا بعد اشتداد آلامه وعاد إلى الوطن بجسده الطاهر وووري الثرى بهدوء كما كان يعرف عنه الهدوء والحكمة والصبر.
أحاول أن أكتب عن بدء حياة فقيدنا عثمان عبدالجبار راشد عن هذه الشخصية الطاهرة التي تربت وعاشت في منعطف طريق مرور رقم 18 قسم تي بالتواهي خلف مسجد الهتاري وقد عرفت من الأخ العزيز بدر محمد ناجي مثنى علي الذي ولد في نفس الشارع الذي تربى فيه الفقيد عثمان.
لقد قدم عثمان عبدالجبار مع أخيه سعيد إلى عدن من القرية وعمره لا يتجاوز أربع سنوات وعاش حياته في منزل والده الحاج الفقيد عبدالجبار راشد رحمه الله صاحب زريبة الأبقار وبقالة التواهي ووكالة هيتاشي في مطلع الخمسينات في شارع الميدان بكريتر.
الفقيد عثمان عبدالجبار من مواليد عام 1943م تقريبا ويكبرني بعام درس في المدرسة الابتدائية الحكومية ببندر جديد بالتواهي حيث كان يلازم أخاه سعيدا يوميا للمدرسة ليتصبح بالأساتذة الفقيد عبدالله زيد علي والفقيد الأستاذ فارع مهيس والفقيد الأستاذ عبدالفتاح الهتاري والأستاذ أبوبكر سالم عقبة أطال الله في عمره بعد إنهاء المرحلة الابتدائية انتقل للدراسة المتوسطة بكريتر (لطفي جعفر أمان حاليا) ليتصبح على أساتذته جعفر علي عوض وفتحي أمان وإبراهيم القمان وآخرين إلا أن فقيدنا انتقل بعد عام ونصف تقريبا للدراسة بالمدرسة المتوسطة (الدالي حاليا) ليتصبح بأساتذته الفقيد الشاعر لطفي جعفر أمان والفقيد الرمزو والشيباني وغيرهم من أساتذتنا الأجلاء يرحمهم الله.
التحق فقيدنا مبكرا بالعمل السياسي حزب البعث العربي مع شقيقه وكانت تجمعهم حلقات تثقيفية في غرفة من مكتب المتجر تحت المنزل الذي عاش فيه حتى أوائل التسعينيات.
وغادر الفقيد عثمان عبدالجبار رحمه الله البلاد للدراسة بالخارج وعاد إلى أرض الوطن في جنوبه وتقلد عدة مناصب قيادية بحزب البعث العربي الاشتراكي (الطليعة الشعبية) قبل توحيد فصائل العمل الوطني الجبهة القومية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبية ثم في إطار توحيد فصائل العمل الوطني الثلاث في إطار التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية.
وكان الفقيد عثمان عبدالجبار قد تقلد العديد من المواقع القيادية في الحكومات المتعاقبة في الشطر الجنوبي من الوطن قبل قيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م وكان آخر منصب قيادي حكومي تقلده وزيرا للخدمة المدنية وانتخب عضوا في أول برلمان يمني منتخب بعد الوحدة اليمنية ممثلا للحزب الاشتراكي اليمني عن دائرة التواهي.
أستطيع القول أن الفقيد عثمان رضع حولين كاملين رضاعة طبيعية من والدته رحمها الله بالقرية وبعد وصوله إلى التواهي بعدن رضع رضاعة طبيعية أخرى من مدينة التواهي أسوة بالآخرين كالدكتور عبدالرحمن عبدالله إبراهيم وعبدالرحمن سلام مقطري (الكورس) قاسم هلال والفقيد عباد أحمد إسماعيل والشهيد محمد ناصر محمد رضاعة الطهر ورحيق العمل السياسي.
ولم يستغل فقيدنا أو يستثمر أموال أسرته في مجال نهب الأنشطة الاقتصادية في المستعمرة أو السلطة الوطنية لاحقا في مشاريع كاذبة ووهمية مثل كثير من رواد العمل الوطني والسياسي بل ظل محافظا على طهره وبشرف أسرته, وأخص بالذكر هنا الحاج عبدالجبار راشد وأخاه الذين لم ينقطعا بفرض من الصلاة المكتوبة إلا وهم في الصف الأول بمسجد الهتاري وقبل الإقامة.
ادعو كافة زملائه ورفاقه أن يكتبوا عنه بأمانة وإخلاص تخليدا لذكراه العطرة.
وأخيرا ومدينة التواهي بعدن وهي تدعو الله أن يغفر ذنوبك ويسكنك فسيح جناته وكنت طاهرا ونقيا في دنياك لا تنهب مالا ولا أرضا ولا نشاطا اقتصاديا أو تجاريا باسمك أو باسم أسرتك.
لقد طهرت في دنياك في مياه ساحل الميناء التواهي الطاهرة أسوة بمن سبقوك.

قد يعجبك ايضا