التخطيط لكتابة الأعمال الإبداعية.. أولى خطوات النجاح

لقاءات/ محمد القعود

هناك العديد من الأعمال الإبداعية التي تحقق النجاح الكبير وتظل دائما متوهجة وحاضرة في صدارة المشهد الثقافي وفي الذاكرة نتيجة للجهود التي بذلها أصحابها خلال الإعداد والتحضير لها وتنفيذها وكتابتها بوعي وإدراك وإلمام بكل خطواتها وتفاصيلها بعيدا عن العشوائية والصدفة والارتجال في كتابتها مما جعلها تحصد النجاح وتصبح من الأعمال الإبداعية المميزة.. أي أن التخطيط لها كان سر نجاحها..
وهناك الكثير من الأعمال الإبداعية التي التهمها النسيان وأصابها الفشل والخيبة وطواها التجاهل نتيجة للتسرع في كتابتها واللامبالاة في تنفيذها وعدم الاهتمام بكيفية مساراتها وتفاصيلها على الرغم من أنها قد تحتوي على مضامين رائعة وأفكار جميلة ولكن كسل وعشوائية أصحابها وعدم بذل جهودهم في تنفيذها يجعلها تولد بلا حياة.!!
ورغم تعدد وجهات النظر في كتابة الأعمال الإبداعية بين التخطيط وبين التلقائية لتنفيذها يبقى سر الأعمال الإبداعية الناجحة هو في التخطيط الجيد لها.
لقاءات/ محمد القعود

حول هذا الموضوع كانت لنا لقاءات مع مجموعة من المبدعين والأدباء حيث طرحنا عليهم التالي:
* الأديب والمبدع اليمني..هل يخطط لإنتاج وكتابة أعماله ومشاريعه الإبداعية والثقافية, وفق تصورات ورؤى ودراية مسبقة أم يترك ذلك للصدفة وا نتظار الدافع الذي يداهمه فجأة..¿ أم يبدأ من حيث لايدري ..¿¿ ومامدى أهمية التخطيط المسبق في تجويد النص..¿¿
وفي ما يلي الجزء الثاني من الإجابات:
تخطيط المشاريع الإبداعية
• يقول الدكتور الناقد عبدالحميد الحسامي:
المبدع أول ناقد لإبداعه هكذا يعتقد النقاد الذين يرون أن نقد المبدع لنصه يأتي بعديا أي بعد إنتاج النص واستكمال بنيانه حيث تكون الذات المبدعة قد ألقت ما فيها وتخلت فيتدخل العقل الناقد يحور ويعدل ويضيف ويحذف لكن ذلك قد يصح في حق النص الشعري الذي يعتمد على اللحظة أكثر من سواه كما أن النص عموما والنص السردي خصوصا يقتضي تخطيطا مسبقا فالرؤية أولا هي التي تؤطر النص شعريا ونثريا قبل إنتاج النص إذ تتحكم في مساره بشكل غير مباشر وكلما كانت الرؤية عميقة وشاملة -تتسع بسعة الإنسان وهمومه- كان النص أكثر نجاحا لا سيما إذا كان المبدع عميق الموهبة.
أما عن التخطيط للأعمال الروائيه فيقول:
أما فيما خص النص السردي الروائي – المسرحي فإنه يستلزم تخطيطا دقيقا لأنه بناء لعوالم متداخلة وشائكة بناء للشخصية والمكان والزمان وعناصر السرد الأخرى يدخل في التفاصيل يحاول وقعنة الخيال وتخييل الواقع إنها عملية مركبة حقا تستلزم أن يعيش المبدع مع عوالم نصه طويلا فيصنع الشخصيات ويعيش معها عوالمها ويدعها تنطلق بسجيتها ويخطط لكل ذلك كي يصوغ عالما روائيا- مسرحيا مقنعا هادفا في سياق رؤية جلية.
ويؤكد الدكتور الحسامي على أهمية التخطيط للأعمال الإبداعية لكي يحصد المبدع النجاح قائلا:
ومن لم يمتلك التخطيط لمشاريعه الإبداعية ووضع نصه الإبداعي في سياق تجربة صميمية نابعة من تجربته ورؤيته وهموم الإنسان فإن مصير تجربته إلى التلاشي والغياب كما أن اللهاث وراء الشهرة والإثارة داء أصاب المبدع اليمني فتركه” منúبتا لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى”
التخطيط للأعمال الطويلة
• ويؤكد الروائي عبدالله الارياني على أهمية التخطيط للعمل الإبداعي ويتحدث عن تجربتة قائلا:
بداية الكتابة في أي مشروع حتى ولو كانت قصة قصيرة جدا هي الفكرةإ إلا أن الفكرة بحاجة إلى وقت لكي تختمر في العقل والوجدان والوقت قد يأخذ بضع دقائق ساعات أيام أو أشهر وفجأة أبدأ من حيث أدري ولكني لا أدري كيف يكون الوسط وكيف تكون النهاية. وأما التخطيط فيمكن أن يكون للعمل الطويل رواية أو مسرحية إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن الرواية مثل الحياة تخطط إلا أنك تجد نفسك بدون أن تدري كالحياة كما قلت تتجه في منحى عن التخطيط. وأنا ملتزم في تخصيص ثلاثة أيام في الأسبوع للكتابة قلصتها إلى يومين فقط ابتداء من هذا العام. وكتابة الرواية ورطة إذ أنها هاجس يومي حتى تنتهي خلال خمسة أشهر أو أكثر..حاجة ما تجيبش همها أبدا ولكن ما نعمل وسواس الكتابة إرادة سماوية لا يحررك منها إلا الموت.
المبدع لا يخطط
•أما الأديب والناقد محيي الدين سعيد فيشير إلى أن المبدع اليمني حينما يكتب لا يعتمد على خطه في إنجاز عمله الإبداعي حيث يقول:
المبدع اليمني عموما ليس لديه أي خطة إبداعية وكما قلت أنت في مضمون السوأل أنه يترك ذلك للصدفة وللحظ وللحدافع الذي يداهمه وهو في ذلك لايختلف في كل الأحوال عن المحيط الاجتماعي والسياسي والتعليمي.. وقد نجد بعض الاكاديميين فقط يخطط ياعتبار عمله الايداعي يضيف إليه قيمة مادية ومعنوية … والسوأل بقدر عمقه فهو يجيء في وقت يعاني المبدع من كا

قد يعجبك ايضا