(أرباب الفكر وأصحاب القلم) في كلمة الرئيس بعيد الفطر

يكتبها/ علي بارجاء

 - في حين أن كلمة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي التي وجهها إلى الشعب بمناسبة عيد الفطر المبارك كانت في مجملها ذات أهمية كبيرة, إلا أنها في جزئية من
في حين أن كلمة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي التي وجهها إلى الشعب بمناسبة عيد الفطر المبارك كانت في مجملها ذات أهمية كبيرة, إلا أنها في جزئية منها كانت أكثر أهمية على الأقل من وجهة نظري, إذ يمكن لي أن أصف تلك الجزئية ببيت القصيد, ذلك أنه خص فيها )أرباب الفكر وأصحاب القلم) ودعاهم إلى “رفع الوعي المجتمعي بمخاطر النزاعات المدمرة, وأخذ العبرö والدروس مما يجري في أكثر من قطر عربي شقيق من نزاعات أكلت الأخضر واليابس ودمرت بنيان الدولة وأطلقت العنان للفوضى والضياع والدمار”.
وجاءت هذه الجزئية في فقرة كاملة, قال فيها: “ما أحوجنا اليوم لتمثل قيمö ومبادئ الإخاء والتراحم والتكافل والمحبةö ومكارم الأخلاق التي بعث رسولنا الكريم لإتمامها وأن نجعل العيد محطة أخرى تصفو فيها النفوس, وتشيع فيها قيم التسامح والعفو والتزاور والتآلف والتكافل والإخاء, وأن نعود كما أمرنا خير الرسل كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما أن الابتعاد عن هذهö القيمö والمبادئ هو من أعظم أسباب السقوط في هاويةö النزاعاتö الطائفية والجهوية والمذهبية المؤديةö دون شك إلى التشظي والضياع وهو ما يفرض على كل القوى الوطنية, وكل أرباب الفكرö وأصحاب القلم ووسائل الإعلام الحزبيةö والرسمية والأهلية رفع الوعي المجتمعي بمخاطر النزاعات المدمرة وأخذ العبرö والدروس مما يجري في أكثر من قطر عربي شقيق من نزاعات أكلت الأخضر واليابس ودمرت بنيان الدولة وأطلقت العنان للفوضى والضياع والدمار”.
إن ما أصاب البلاد والعباد مما نحن فيه من ترد وانحدار نحو الهاوية هو في المقام الأول بسبب الأحزاب المتصارعة التي لا يهمها غير السلطة والصراع من أجلها حتى وإن أدى الأمر إلى أن تضحي بالوطن وتزج به في أتون الأزمات والحروب الطاحنة ولذا لم أعر وجودها في تلك الفقرة أهمية, لأني مع من يبني لا مع من يهدم.
أما أرباب الفكر وأصحاب القلم فهم الأدباء والكتاب الذين كانوا مع الوطن, ولم يكونوا يوما ما إلا دعاة إلى رفعته وتقدمه, ولم يكونوا يوما أداة للهدم أو التدمير, بل كانوا من دعاة الثورة على التخلف, ودعاة الوحدة والاصطفاف الوطني, منذ ما قبل الثورة اليمنية, وكانوا أول من جسدوا هذه الوحدة واقعا بتأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي. وظلوا بهذه الروح الوطنية العليا حتى اليوم, وسيظلون ما ظلت فيهم قلوب تنبض بالحياة.
لكن هؤلاء الأدباء يتعرضون للإهمال والتهميش, ولا أدل على ذلك من قطع كل الدعم الذي كان يحصل عليه اتحادهم بعد الثورة الشبابية, التي أصبح السلاح فيها هو المقدس, بعد أن كانت الأقلام قبلها هي الوسائل المقدسة للمعرفة والبناء والتطوير.
ولذا أطالب رئيس الجمهورية أن يوجه بالنظر إلى الأدباء والكتاب وأن يعاملوا ولو بجزء يسير مما يعامل به أهل الرياضة وشيوخ القبائل, الذين يحصلون على مخصصات كبيرة لا يستحقونها لأنهم لم يحققوا شيئا من المنجزات التي ترفع من الوعي الوطني, إلا إذا كان الأدباء والكتاب لا يزالون تحت طائلة (البعبع) الذي تخاف الأنظمة السياسية سطوة كلمتها التي هي أمضى من كل سلاح, مع أنهم ينبغي أن يكونوا على مقربة من كل اهتمام ورعاية ليبدعوا أكثر وليقوموا بدورهم في التوعية والتنوير.
فلم يكن الأدباء والكتاب يوما دعاة إلى “النزاعاتö الطائفية والجهوية والمذهبية المؤديةö دون شك إلى التشظي والضياع”. بل هم كما قال فيهم الشاعر أحمد شوقي: (أنتم الناس أيها الشعراء), والشعراء بعض الأدباء.
.

قد يعجبك ايضا